الأناضول

قبيل انطلاق الموسم الكروي الجديد في تركيا بأسبوع واحد، قامت إدارة نادي فنربهتشة بفسخ عقد مدرب الفريق الأول البرتغالي فيكتور بيريرا من جانب واحد، الامر الذي بادر إلى الأذهان المبالغ الطائلة التي دُفعت للمدربين الاجانب في حالات مماثلة.

وجاء قرار فسخ عقد المدرب البرتغالي بعد تعاقد النادي مع المدرب الهولندي ديك أدفوكات لموسمين، فيما سينظر الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتعاون مع محكمة التحكيم الدولية لكرة القدم، في قضية دفع التعويضات التي يطالب بها بيريرا، على اعتبار أنّ صلاحية عقده مع فنربهتشة تنتهي بعد عام.

ومعروف أنّ الأندية التركية وخاصة الأربعة الكبار (فنربهتشة، غلاطة سراي، بشيكتاش، وطرابزون سبور) لا تتخلّى عن مدربيها حسب الأصول المتعارف عليه، بل تقوم إدارات هذه الاندية عادة بتحميل المدربين سبب فشل الفريق في تحقيق النتائج الجيدة، وتعمل على إبعادهم عن مهمة تدريب الفريق عن طريق فسخ عقودهم من جانب واحد.

وفي هذا الصدد قال ألباي كوسة نائب رئيس معهد القانون الرياضي في تركيا، إنّ إبعاد المدربين الأجانب عن إدارة الفريق عن طريق فسخ عقودهم بدل اتباع أسلوب حل العقد بالتفاهم، يعدّ خطأً كبيراً، مشيراً أنّ رؤساء الأندية يقومون بفسخ عقود المدربين دون النظر إلى بنود العقد التي تكلّف النادي مبالغ طائلة، وأنهم يقومون بذلك إرضاءً للجمهور، وحفاظاً على مناصبهم الرئاسية.

وتابع كوسة قائلاً: "عندما يحقق الفريق نتائج سلبية، فإنّ أول ما يلجأ إليه رئيس النادي، هو التفكير في تغيير المدرب، ويمارس شتّى أنواع الضغط للمدرب من أجل إرغامه على تقديم استقالته، وإنّ رؤساء الأندية يمارسون هذه الضغوط من أجل التخلص من دفع التعويضات التي سيطالب بها المدرب في حال أقيل من منصبه من قِبل الإدارة، لكننا لاحظنا خلال الأعوام الأخيرة، فشلهم في هذا الخصوص، وإنّ فسخ نادي فنربهتشة لعقد بيريرا من جانب واحد، خير دليل على هذا الموضوع".

من جانبه أفاد لفنت أردوغان، مسؤول سابق للشؤون القانونية في نادي بشيكتاش، أنّ القائمين على إدارة الاندية التركية يقبلون بكافة الشروط التي يمليها عليهم المدربون الأجانب أثناء توقيع العقد، دون تفكير أو تمعّن بما ستخلّفها هذه الشروط من آثار مادية وخيمة على النادي في حال لم يتمكّن المدرب من تحقيق نتائج إيجابية، مبيناً أنّ عدم تفكيرهم ناجم عن أمرين إثنين، أولهما الإثارة وثانيهما عدم استخلاص الدروس من التجارب السابقة الفاشلة.

وأردف قائلاً: "أنديتنا الكبيرة تتسابق على التعاقد مع المدربين العالميين الكبار، وكأنّ هؤلاء يأتون إلى تركيا دون مقابل مادي، ورغم أنني كنت أشغل منصب المشرف على الشؤون القانونية في بشيكتاش، إلّا أنّ الإدارة كانت ترفض مشاركتي في مناقشة بنود العقد المبرم مع المدرب الأجنبي، لأنهم كانوا يدركون أنني سأعارض البنود المتعلقة بالجانب المادي، فالمدربين الأجانب يتم استقبالهم بحفاوة كبيرة، إلّا انهم يعاملون بطريقة سيئة عندما تقرر الإدارة إرسالهم والتخلص منهم، فلو تمّ التعامل بطريقة حسنة مع هؤلاء المدربين، فمن الممكن أن يقوم هؤلاء المدربين بالتنازل عن جزء من مستحقاتهم، ولذلك فإنّ أي مدرب أجنبي يتم التعاقد معهم، يملي شروطاً تعجيزية وقاسية، كي لا يتعرض لما تعرض له سلفه".

أرقام كبيرة، دعاوى قضائية وعقوبات

كثير من المدربين الأجانب يتقاضون أكبر المبالغ في مسيرتهم الاحترافية في تركيا، ويكسبون أموالا طائلة خلال فترة قصيرة، نتيجة الدعاوى القضائية التي يفتحونها بحق النادي الذي فسخ العقد من جانب واحد.

وفي هذا السياق قال المدرب التركي يلماز فورال، إنّ بيريرا لم يكن يحلم بالمبلغ الذي تقاضاه من نادي فنربهتشة، مبيناً أنّ الأخير كان يتقاضى مبلغ 4 مليون يورو مع مساعديه سنوياً، وأنّ السياسات المالية الفاشلة التي تتبعها الأندية تؤثر سلباً على على سمعة الكرة التركية التي تطمح لأن تكون من بين الخمسة الاوائل أوروبياً.

واستطرد فورال قائلاً: "سياسات الأندية الفاشلة تؤثّر على سمعة الكرة التركية، وعقوبات إبعاد الأندية من المشاركة في البطولات نتيجة ديونها الكبيرة، تزيد من سوء الأوضاع المالية، وعلى الدولة أن تكون صارمة في التعامل مع هذه الإدارات".

دل بوسكي الأكثر تقاضياً للتعويضات في تاريخ الكرة التركية

يتصدّر المدرب الاسباني الشهير فيسانتي دل بوسكي، قائمة المدربين الأجانب الأكثر تقاضياً للتعويضات من الأندية التركية نتيجة فسخ عقده قبل انقضاء المدة المتفقة عليها، حيث غرّم نادي بشيكتاش في موسم 2004/ 2005 بدفع مبلغ 8.5 مليون يورو نتيجة إقدام النادي على فسخ عقده بعد مرور 4 أشهر على بدء عمله في النادي.

وقام نادي فنربهشة خلال السنوات الأخيرة بدفع تعويضات بقيمة 4.4 مليون يورو لكل من المدرب الألماني كريستوف داون، والإسباني لويس أراغونيس

ولم يسلم نادي غلاطة سراي من دفع التعويضات للمدربين الأجانب، إذ اضطرت الإدارة لدفع مبلغ مليونين و990 ألف يورو للمدرب الإيطالي تشيزاري فرنديللي الذي أشرف على تدريب الفريق لـ 145 يوماً فقط في موسم 2014/ 2015، ودفعت كذلك مبلغ 3 مليون يورو للمدرب الهولندي فرانك ريكارد، الذي تولّى تدريب الفريق في موسم 2009/ 2010، وللألماني ميشيل سكيبه في موسم 2008/ 2009، مبلغ 1.7 مليون يورو، وقبله تقاضى الفرنسي إريك غيريتس مبلغ 1.1 مليون يورو، ليكون بذلك إجمالي مدفوعات غلاطة سراي كتعويضات للمدربين الاجانب نتيجة فسخ عقودهم من جانب واحد، قرابة 8 مليون و790 ألف يورو.

ومن بين الأندية الأربعة الكبيرة التي دفعت تعويضات لمدربين أجانب، نادي طرابزون سبور الذي دفع للمدرب البوسني واحد خليلوفيتشكي مبلغ 980 ألف يورو.

وبذلك تكون الأندية الأربعة الكبيرة في تركيا، قد دفعت إجمالا مبلغ 24 مليون يورو كتعويضات للمدربين الأجانب نتيجة فسخ عقودهم قبل انقضاء المدة المحددة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!