ترك برس

شهد ميدان يني كابي احتشاد الملايين من المواطنين الأتراك الذين أتوا من كل حدب وصوب للمشاركة في مهرجان "الديمقراطية والشهداء" الذي أقيم في السابع من الشهر الجاري، للاحتفال بالحفاظ على الديمقراطية ضد الانقلابيين، وقد تجمهر الآلاف من المواطنين في ميادين المدن الأخرى في إشارة إلى مشاركتهم المعنوية في المهرجان.

شارك الشعب التركي بكافة أطيافه وأحزابه السياسية في المهرجان إلا حزب الشعوب الديمقراطي الذي سُجل غيابه يوم اجتمع الشعب التركي كاملًا يحتفل بديمقراطيته وحريته.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس البرلمان إسماعيل كهرمان ورئيس الوزراء بن علي يلدرم وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو وزعيم حزب الحركة القومية دولت باهجلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للمشاركة مع أحزابهم في مهرجان الاحتفال بالديمقراطية وتأبين الشهداء.

وبحسب ما يوضحه الخبير السياسي "أوميت فرات" ذي التوجه اليساري فقد استثنى رئيس الجمهورية أردوغان من تلك الدعوة حزب الشعوب الديمقراطي، كما أصر رئيس الوزراء بن علي يلدرم على زعيم حزب الشعب الجمهوري كيليجدار أوغلو على المشاركة في المهرجان، وأعلن كيليجدار أوغلو قبل يومين من المهرجان نيته للمشاركة مع أنصار حزبه في المهرجان، إلا أن أحدًا لم يُصر على دعوة حزب الشعوب الديمقراطي.

ويوضح فرات في مقاله "عندما غاب حزب الشعوب الديمقراطي عن مهرجان 7 أغسطس" على موقع الجزيرة ترك أن حزب الشعب الجمهوري انتقد تصرف رئيس الجمهورية في عدم دعوته لحزب الشعوب الديمقراطي عبر وسائل الإعلام، واصفًا الانتقاد بأنه ضعيف ولم يُقنع رئيس الجمهورية بالعدول عن قراره.

لماذا لم تتم دعوة حزب الشعوب الديمقراطي

في معرض إجابته على السؤال الرئيسي لمقاله المطروح أعلاه، يشير فرات إلى أن رئيس حزب الشعوب الديمقراطي المشارك صلاح الدين ديميرطاش قال إن "المحرك الأساسي لمحاولة الجيش الانقلاب هي المشكلة الكردية، إلا أن البعض إلى الآن لم يدرك ذلك، واختار طريق عزل حزب الشعوب الديمقراطي عن الساحة. يتصرف هؤلاء وكأن حزب الشعوب الديمقراطي الممثل لـ6 ملايين كردي غير موجود. يقولون إنهم يريدون حل المشكلة الكردية في الإطار الوطنية. إنهم يتبعون أسلوبًا قديمًا جدًا لم يفي أبدًا بحل المشكلة الكردية. ليفعلوا ما يشاؤون، لكن ذلك لن يعود بالنفع على الوحدة الوطنية."

وتعليقًا على تصريح ديميرطاش، يفيد فرات بأن ديميرطاش يريد أن يقول إن إقصاء حزبه عن المهرجان جاء بدافع رغبة حزب العدالة والتنمية بحل المشكلة الكردية بعيدًا عن الأحزاب الكردية خاصة حزب الشعوب الديمقراطي الحزب الكردي الأول، ولكن تصريحاته كانت حزبية بحتة ولم تعكس الصورة الحقيقية لعدم دعوته وحزبه.

ويرى فرات أن السبب الحقيقي في عدم توجيه الدعوة للشعوب الديمقراطي يكمن في التصريح التالي لرئيس الجمهورية أردوغان: "هناك الكثير من ينتقد عدم دعوتنا لحزب الشعوب الديمقراطي للمشاركة في مهرجان 7 أغسطس. لا اتفق مع المنتقدين، لأنه باختصار لا أقبل بأن يكون هناك مكان بيننا لمن وصف المقاومين لعملية بالانقلاب بـ"الداعشيّين"، لا مكان لهم بين الناس الشرفاء الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم من أجل الحرية. أستثني هنا جميع الشرفاء الأكراد الذين يعون جيدًا من الذي أقصده هنا، وسترون أن الكثير من المواطنين الأكراد سيشاركون في المهرجان دون أي تردد. حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" وحركة غولن في نفس الكفة بالنسبة لي، وأنا شخصيًا لا أقبل على نفسي دعوة من يعمل مع هذه المنظمة الإرهابية إلى مهرجان نُظم من أجل تأبين الشهداء وتكريم الجرحى."

ويشير فرات إلى أن أردوغان خفف من حدة التنافر السياسي قبيل محاولة الانقلاب، وزاد من السلوكيات التي تساهم في تصفير الخلاف مع الأحزاب السياسية، ليقي نفسه من انتقادها جراء تقاربه من إسرائيل وروسيا، موضحًا أن استثناء حزب الشعوب الديمقراطي من ذلك، يؤكّد أن وتيرة الخلاف مع حزب الشعوب الديمقراطي ستشتعل، وذلك يدل على أن حزب العدالة والتنمية ماض في الحل السياسي للقضية الكردية دون أي اعتبار لحزب الشعوب الديمقراطي، بصفته شريكًا للمنظمات الإرهابية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!