سيفيل نوريفا  – صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

إننا نواجه سيناريوهات جنونية من خلال تحالف صليبي يبذل جهودًا حثيثة من أجل دفع تركيا نحو الحرب الأهلية والفوضى وعدم الاستقرار!

ويعد تفعيل بي كي كي، بالإضافة إلى تنفيذ اعتداءات إرهابية مقيتة في إليزاغ وفان وبيتليس وغازي عينتاب الأسبوع الماضي، بهدف يُراد إنجازه في الوقت المناسب قبيل زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى تركيا.

وسيذكر التاريخ كيف استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل مفهوم تحالف من العدم بالتخلي عنا في أصعب الأوقات! وإن حصل ذلك بالفعل فيما مضى، فهو نتيجة إيماننا الجزئي حقيقة بكلام الولايات المتحدة الأمريكية عن القيم الديمقراطية، والقانونية، والحقوقية!

ولذلك لا بد من قراءة تعرض تركيا التي أعطت الضوء الأخضر لمرحلة انتقالية بوجود الأسد ضمن العلاقات الروسية- التركية- الإيرانية، إلى عاصفة إرهابية في الداخل، بمثابة تبعات أخيرة لمحاولة الانقلاب الفاشل.

كما أن قدوم جو بايدن بعرض جديد بخصوص سوريا، ينبغي فهمه من ناحية التوصل إلى بدائل متعلقة بالموضوع التركي، وتحقيق اتفاق متبادل على مدى محدود متعلق بسوريا بين روسيا وتركيا وإيران.

لأن توجه الولايات المتحدة الأمريكية الساعية إلى إقامة دويلة لحزب الاتحاد الديمقراطي على الحدود السورية التركية، إلى تغيير أسلوبها أصبح شرطًا أساسيًا بالنسبة إليها. وبالتالي لا يعد ذلك موقفًا خطيرًا بالنسبة إلى تركيا فحسب بل أمراً غير مقبول على الإطلاق بالنسبة إلى مستقبل المنطقة. وربما سنفهم بشكل أوضح بعد الزيارة المرتقبة ما الموقف الصريح لدى الولايات المتحدة الأمريكية المتجاهلة للمخاطر الفعلية بخصوص موضوع تحول سوريا إلى نظام إقطاعي، بالرغم من الحديث عن توفر كافة الفرص من أجل جلب المعارضة الموجودة ومركزها حلب والمستقبلية، وتركمان بايرباجاق إلى طاولة المفاوضات خلال هذا الانتقال.   

ومما يدعو للأسف هو إخفاق الحلفاء الغربيين الذين تخلوا عن كافة المساعي التركية من بناء مستقبل يضمن وحدة الأراضي السورية.

ويفهم من ذلك الرغبة في إفراغ داخلي من خلال محاولات سنية تتلاعب بخط الصدع في العالم الإسلامي، ومشاركة كافة الطوائف تدريجيًا فيما بعد.

وإن حاولوا إظهار مواقف مختلفة تمامًا من خلال خطاباتهم ووجهات نظر وأساليب وأنماط مثل تنظيم غولن، وبي كي كي، وداعش، وحزب التحرر الشعبي الثوري-جبهة، وحزب الاتحاد الديمقراطي، فإنهم يدركون أنهم بحوزة البؤرة نفسها التي تكبح الجميع!

ومما لا شك فيه أن المستهدف هو العالم الإسلامي وتركيا المسؤولة عن قيادته والميناء الذي يلجأ إليه الجميع ومن يعقد عليها الآمال. وهي حالة بالغة الأهمية. لن تتجاهلها طوال حياتها.    

فيما يتعلق بالمسألة السورية لم تكتفي تركيا بالدفاع عن مطالب الشعب السوري فحسب، بل فتحت بيوتها واستضافت قرابة 3 ملايين من إخوتنا اللاجئين المظلومين. وفي هذا الخصوص ليس هناك اختلاف بين أقوال تركيا السابقة والحالية. ولكن فيما يتعلق بالتغيير التكتيتي؛ ينبغي اعتباره خطوة من أجل إيقاق هذه الاعتداءات مؤخرًا نتيجة تحول تركيا إلى مركز حياة للبشرية في كافة الظروف والأحوال. وبالتالي أصبح إجراء بعض التعديلات في المسألة السورية شرطاً من أجل ضمان أمنها الخاص، وتفادي محاولات تحويل تركيا إلى هدف وسط حرب غير مسماة، من خلال استخدام هذا المحيط من المؤثرات الخارجية.

كما أن حديث رئيس الوزراء عن ممارستنا دورًا فعالًا في الموضوع السوري خلال 6 أشهر القادمة يعني أننا سنشهد تغييرًا إيجابيًا لصالح قوى المعارضة، وتركمان بايربوجاق وبخاصة فيما يتعلق بمستقبل اللاجئين.

وإن أظهرت الضربات الجوية الروسية مدى قوتها ولكنها دخلت التاريخ بقيامها بقتل أشخاص عزل. بالإضافة إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها غير المعنيين بمقتل آلاف الأشخاص والأطفال الأبرياء، بتخطيط متعلق فقط بمستقبل دويلة لبي كي كي.

ولكي لا تجلب تركيا العار إلى نفسها بالخروج من هذا الاختبار، كما خرجت روسيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية؛ لا بد من مراجعة بعض المستحيلات لصالح إيجاد طريق جديد. وبناء عليه أعطت تركيا القائلة بإن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا، الضوء الأخضر من أجل إيقاف قتل آلاف الأطفال الأبرياء مؤخرًا بحديثها عن مرحلة انتقالية بوجود الأسد دون التخلي عن مبادئها. ويبدو واضحًا بالنسبة إلينا محاولة البعض التخطيط من أجل إقامة دولة لبي كي كي باستغلال الأكراد بهدف تحقيق أحلام إسرائيل الكبرى وبمشاركة تنظيمات إرهابية مثل داعش وفتح الله غولن وبي كي كي. ومهما يكن فإن تركيا ستتجاوز جميع هذه الهجمات الصليبية...  

ولهذا فإن البعث هو السبيل الوحيد والأعظم والأكثر حيوية...

عن الكاتب

سيفيل نوريفا

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس