ترك برس

تنامي الجرائم والاغتيالات السياسية يوم 1 أيار/ مايو الدامي وفشل البرلمان في انتخاب رئيس للجمهورية واحتدام التشاحن بين أهالي مدينتي تشوروم ومرعش الأتراك والأكراد وحدوث مناوشات بينهم أقرب ما تكون للحرب والأزمة الاقتصادية القاسية وغيرها من العوامل، هي التي مهدت الطريق لحدوث انقلاب 12 أيلول/ سبتمبر 1980.

موقع الجزيرة ترك ذكر في تقريره "ما قبل وبعد انقلاب 12 سبتمبر 1980" أن الاهتزازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية شكلت السمة العامة لمرحلة ما قبل الانقلاب.

يتناول الموقع التسلسل التاريخي للأحداث التي تسببت في حدوث الانقلاب بشكل أو بآخر على النحو الآتي:

أحداث 1977

ـ 1 مايو الدامي: تجمع أنصار التيار الاشتراكي الشيوعي في ميدان تقسيم بإسطنبول، للاحتفال بعيد العمال، وبينما فعاليات الاحتفال جارية قام مجهولون بفتح نيران أسلحتهم الرشاشة على الجماهير المحتفلة، فقضى 33 شخصًا وجُرح المئات، وأطلق على ذلك اليوم "1 مايو الدامي".

ـ 29 مايو: محاولة اغتيال رئيس حزب الشعب الجمهوري "بولنت أجاويد" في مطار إزمير، وتم اتهام القوميين بتدبير ذلك.

ـ 13 حزيران/ يونيو: تقديم رئيس الوزراء "سليمان دميريل" استقالته، وبذلك تشتت حكومة التوافق القومية.

ـ 21 يونيو: أعلن أجاويد عن أعضاء حكومته، عقب تكليف رئيس الجمهورية له بتشكيل الحكومة على إثر استقالة دميريل، ولكن لم تظهر حكومة أجاويد أي بوادر إيجابية تختلف عن حكومة دميريل، فيما يتعلق بكبح المناوشات الجارية بين اليمينيين واليساريين.

عام 1978

ـ 15 كانون الثاني/ يناير: ارتفعت حدة المناوشات بين التيارين اليميني واليساري وقُتل خلال شهر واحد 30 شخص من الطرفين.

ـ مجزرة 16 آذار/ مارس: في ذلك اليوم تم إلقاء قنبلة على مجموعة طلاب يساريين تجمعوا داخل جامعة إسطنبول، وقتل على إثر ذلك 7 طلاب وأُصيب 47 شخص، ولم تتمكن السلطات من كشف وقائع الجريمة وتم إسقاط الدعوة من كشوفات التحقيق عام 2008، بذريعة "التجاوز الزمني لتاريخ حدوثها".

 ـ 19 مايو: تم مهاجمة العديد من الطالبات وتمزيق ملابسهم "لكونها قصيرة جدًا ومخالفة للعادات التركية الإسلامية"، وتم تفجير قنبلة أمام تجمع للطلاب في جامعة إسطنبول، ورفض رئيس حزب السلامة "المحافظ" "نجم الدين أربكان" المشاركة في حفل زيارة قبر أتاتورك، وكانت هذه الحادثة تحدث لأول مرة في تركيا، وتُعد من أكثر الحوادث التي أثارت حفيظة العسكر.

ـ 4 تشرين الأول/ أكتوبر: اغتيال نائب حزب الحركة القومية عن إسطنبول "رجب هاشاتلي" في منزله، وتبنت العملية منظمة يسارية تُدعى "ائتلاف الدعاية الماركسية اللانية المسلحة".

ـ 9 أكتوبر: تم اغتيال 7 طلاب أعضاء في حزب العمال التركي، من قبل أعضاء في الحركة القومية، وأُعلِنت العملية على أنها رد على عملية اغتيال هاشاتلي.

ـ 20 أكتوبر: اغتيال عميد كلية الهندسة في جامعة إسطنبول "بدري كارافاكي أوغلو".

ـ 27 نوفمبر: تأسيس "عبد الله أوجلان" لحزب العمال الكردستاني "الإرهابي" بشكل سري.

ـ 19 كانون الأول/ ديسمبر: إلقاء قنبلة على سينما في مدينة قهرمان مرعش، وتم اتهام المنظمات اليسارية بذلك، فثارت الحركات القومية اليمينية في المدينة وأقدمت على حرق وتدمير كل ما يمت لليساريين بصلة، وامتدت الاشتباكات بين الطرفين لمدة طويلة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص من الطرفين، وتم استهداف عدد من البيوت التابعة للعلويين والأكراد، وسرعان ما تحولت الاشتباكات إلى اشتباكات بين الأتراك والأكراد وازدادت حدتها حتى اضطرت قوات الأمن إلى الانسحاب من المدينة بشكل كامل، وتدخل الجيش لإنهائها.

ـ 26 ديسمبر: أعلن الجيش حالة الطوارئ في 13 مدينة، وكانت هذه الخطوة أولى بوادر تدخل الجيش في إدارة البلاد، ذلك التدخل الذي سينتهي بانقلاب دموي يمكن الجيش من الإمساك بزمام الأمور بشكل كامل.

عام 1979

ـ 1 شباط/ فبراير: اغتيال رئيس تحرير جريدة "ميلييت" "عبدي إباكجي"، التي كانت تابعة لحزب السلامة القومي "اليميني المحافظ".

ـ 25 نيسان/ أبريل: تمديد حالة الطوارئ لشهرين.

ـ 11 يونيو: تخفيض سعر الليرة التركية بضغط من صندوق النقد الدولي، الأمر الذي رفع معدل التضخم وزاد من معدلات البطالة، وبذلك أُضيف إلى التدهور السياسي والأمني تدهور اقتصادي.

ـ 13 تموز/ يوليو: اقتحام 3 طلاب فلسطينيين السفارة المصرية في أنقرة، وأخذ بعض العاملين بها كرهائن، ونتج عن ذلك الهجوم مقتل شرطيين تركيين، وتمخضت عنه أزمة دبلوماسية حادة بين تركيا ومصر وغيرها من الدول الأخرى، إذ ساهمت هذه العملية في نقل مدى التدهور الأمني الذي تعيشه تركيا على نطاق عالمي، واستمر الاقتحام حتى الخامس عشر من يوليو.

ـ 27 ديسمبر: إرسال رئاسة الأركان العسكرية مكتوب تحذيري إلى رئيس الجمهورية، يعبر عن حالة الامتعاض الشديدة الموجودة داخل الجيش تجاه ما يحدث في تركيا، وقد اًستخدم المكتوب كدليل ضد "كنان إيفرين " أثناء محاكمته بتهمة الانقلاب على الديمقراطية عام 1980، إذ أًشير إليه على أنه نية مبيته لدى الجيش للانقلاب.

عام 1980

ـ 1 كانون الثاني/ يناير: التقى رئيس القوات التركية المسلحة برئيس الجمهورية التركية آنذاك "فخري كورو ترك"، وتشاورا في إمكانيات رأب الصدع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ـ 24 يناير: إعلان قرارات 24 يناير الاقتصادية التي شكلت نقطة انطلاق رئاسية لانفتاح تركيا على الخارج، حيث تم إعلان تعويم العملة وتخصيص المؤسسات الحكومية وتحرير التجارة ورفع القيود السياسية والاقتصادية عنها، وقبل رئيس الوزراء "سليمان داميرال" بذلك، حتى يتم إصلاح الأوضاع الاقتصادية وبالتالي الأوضاع السياسية والاجتماعية.

ـ 6 أبريل: انتهاء فترة رئاسة "فخري كورو ترك"، وتقديم كل من حزبي العدالة والشعب الجمهوري لأعضائهما كل على حده، ولم يتمكن أي من الأعضاء الحصول على النصاب المطلوب، واجتمع البرلمان عدة مرات لانتخاب الرئيس ولكن لم يتمكن من انتخابه.

ـ 17 يونيو: أصدر رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة التركية "كنان إيفرين" تعليماته للجيش للبدء بالانقلاب العسكري تحت اسم "حركة العلم" في الحادي عشر من يوليو 1980، ولكن تم تأجيلها عقب حصول حكومة "سليمان دميريل" على الثقة من البرلمان، وتعهد الأحزاب السياسية بإجراء عملية انتخابات عاجلة للرئاسة، مؤكّدين على أن تأخره يزيد من العقبات الإدارية في تركيا.

ـ 4 يوليو: اندلعت اشتباكات بين السنة والعلويين من جديد، وأودت الاشتباكات بحياة 57 شخص. 

ـ 19 يوليو: اغتيال "نهات أريم" أحد رؤساء الوزراء السابقين.

ـ 28 آب/ أغسطس: أعاد إيفرين نشر تعميم "حركة العلم" على الجيش، والاستعداد لفرض حالة الطوارئ في كافة أنحاء تركيا، اعتبارًا من 5 سبتمبر.

ـ 6 أيلول/ سبتمبر: أعلنت القوات المسلحة أن التصريحات التي قام بها رئيس حزب السلامة الوطني نجم الدين أربكان، في مؤتمر قونيا المُدين لإعلان إسرائيل القدس كعاصمة أبدية لها، هي عبارة عن تصريحات منافية لمبادئ العلمانية وتثير الفتنة الدينية بين المواطنين الأتراك، وطلبت من أربكان الاعتذار الفوري، إلا أن أربكان رفض ذلك.

ـ 12 سبتمبر: إعلان الجيش وضع يده على إدارة البلاد، وتحدث إيفرين إلى المواطنين الأتراك عبر التلفاز والمذياع، مبينًا أن الهدف الأساسي للتدخل العسكري هو استتباب الأمن والاستقرار في تركيا.

يورد موقع الجزيرة ترك إحصاءات قام بها من خلال فريق التحقيق الاستقصائي الخاص به، أظهرت أن تكلفة الانقلاب على الشعب التركي الذي رحب به في البداية ولكن سرعان ما عاد يلعنه، كانت باهظة، ويُلاحظ ذلك من خلال الاطلاع على أرقام الاعتقالات والإعدامات والنفي التي تبعت الانقلاب، حيث يمكن ذكر بعض تلك الأرقام على النحو التالي:

ـ اعتقال 650 ألف شخص، أكثرهم من العامة الذين لا يملكون أي خيط يصلهم بالسياسة.

ـ حرمان مليون و683 ألف شخص من الوظائف الحكومية.

ـ فتح 210 ألف دعوة قضائية ومحاكمة 230 ألف شخص في المحاكم العسكرية.

ـ إصدار عقوبة الإعدام بحق 517 شخص، تم إعدام 50 منهم والباقي صدر الحكم بحقه غيابيا.

ـ إصدار عقوبات عالية بحق 98 ألف و404 شخص بتهمة الانتماء إلى منظمات سياسية.

ـ فصل 30 ألف موظف من عملهم.

ـ اسقاط الجنسية التركية عن 14 شخص.

ـ اضطر 30 ألف شخص الذهاب إلى الخارج بصفة لاجئ سياسي.

ـ قُتل 171 شخص تحت التعذيب.

ـ حظر 937 فيلم بدعوى أنها مخالفة لمبادئ العلمانية في تركيا.

ـ غلق 23 ألفًا و677 نقابة.

ـ فصل 120 أكاديميًا جامعي و47 قاضي.

ـ اعتقال 31 صحفيًا ومهاجمة 300 صحفي واغتيال 3 صحفيين.

ـ حظر نشر الصحف لمدة 300 يوم.

جميع الأحداث أعلاه مهدت الطريق للانقلابيين لإعلان انقلابهم بتاريخ 12 سبتمبر 1980.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!