ترك برس

قال موقع الجزيرة ترك إن لقاءات مكثفة بين أنقرة وواشنطن فيما يتعلق بعملية تحرير الرقة والموصل المشتركة تناولت صيغة جديدة تشمل تعاونًا بين قوات الجيش السوري الحر والعناصر العربية الفاعلة داخل قوات سوريا الديمقراطية.

ونقلت الصحفية في الوقع "أجا غوك سدف" عن مسؤول تركي رفيع المستوى رفض ذكر اسمه أن الصيغة وردت بعفوية في أحد اللقاءات مع الجانب الأمريكي، وفيما أبدا الطرف التركي الموافقة عليها لم يصدر من الطرف الأمريكي أي اعتراض.

وأكّد المسؤول التركي أن التفاصيل الخاصة بالصيغة ما زالت في طور المناقشة والتفاوض، موضحًا أن الصيغة المذكورة قد تكفل حل المعضلة الأساسية للمشاورات الجارية بين الطرفين، حيث تصر الولايات الأمريكية المتحدة على ضرورة مشاركة قوات سوريا الديمقراطية بقيادة قوات الحماية الشعبية "يي بي غي" في العملية، بينما تعترض تركيا على ذلك واصفةً وحدات الحماية الشعبية بأنه "عنصري إرهابي".

وأوضح المسؤول رفيع المستوى أن الصيغة تم التشاور بشأنها بين مبعوثين من الخارجية التركية ونائب وزير الخارجية الأمريكية "أنطوني بلينكين" إلى جانب ممثل الرئيس الأمريكي الخاص لمحاربة داعش "مكورك".

وقال المسؤول إن رؤية الطرف التركي حيال وحدات الحماية الشعبية واضحة "فنحن لا نقول إعلاميًا إننا نرى يي بي غي ذراعًا عسكريًا لتنظيم بي كي كي، ومن ثم في الاجتماعات المغلقة مع الطرف الأمريكي ننفي ذلك، بل نصر على ذلك بشدة فلا يُعقل أن نقبل "بإرهابي" كمقاتل إلى جانبنا"، مشيرًا إلى أن وحدات الحماية تحاول كسب شرعيتها من خلال محاربتها لداعش، "ولكننا نرفض ذلك رفضًا قاطعًا، وقد أوضحنا ذلك بصراحة للوفد الأمريكي".

ونوّه المسؤول إلى أنه حان الوقت لإدراك الجيش الحر مع العناصر العربية داخل قوات سوريا الديمقراطية ضرورة التعاون المشترك لإنقاذ بلادهم من التجزئة، مبينًا أن ما تريده تركيا هو إدارة عربية حقيقية في المناطق العربية للحفاظ عليها من أي تحرك انفصالي آخر، كما تسعى إلى إدارة الجيش المشترك الذي يتكون من العناصر المذكورة بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وحسب المسؤول التركي، فإن الولايات المتحدة لم تعترض على الصيغة، وعزا تمسك تركيا بالصيغة إلى رغبتها في الحيلولة دون نشوب حرب "عرقية" بين سكان مدينة الرقة العرب الذين يبلغ تعدادهم أكثر من مليون نسمة وقوات الحماية الشعبية الكردية التي ترغب في الانخراط بحرب التحرير بذريعة وجود مواطنين أكراد هناك.

وأكّد المسؤول أنه يوجد بالفعل ما يقارب 8 آلاف مواطن كردي داخل الرقة، وهذا يعني أنهم قلة مقابل عدد المواطنين العرب الذين سينتفضون ضد العرق الكردي، بدعوى تهديد وجودهم.

ودعا إلى تكريس عملية تحرير الرقة لوحدة الأراضي السورية وتجنب المشاركين فيها أي عملية تخريب أو قتل عشوائي، مؤكدًا أن تركيا ستضع ثقلها العسكري للحد من أي اختراق للقوانين والحقوق.

وأوضح المسؤول أن شروط الصيغة لم تتضح بعد ومن بينها السقف الزمني لها، مؤكّداً أن جدول أعمال الحكومة التركية يولي أهمية كبرى لعملية درع الفرات في الفترة الحالية، وبما أن تركيا تصر على تحرير بلدة الباب، فإن ذلك يعني أن الحرب ستكون هناك شرسة وأن عملية درع الفرات ستستغرق وقتًا أطول، الأمر الذي سيساهم في تأجيل التحرك ضمن الصيغة المشتركة نحو تحرير الرقة.

وحول المنطقة الآمنة، أفاد المسؤول أنها تأسست بشكل فعلي، فالطيران السوري لا يقترب إلى هناك، أما الطيران الروسي فيقوم بطلعات استكشافية فقط، ولم يبق سوى منبج حتى يتم تأسيس المنطقة الآمنة التي لطالما سعيت تركيا لتأسيسها.

وفيما يتعلق بالتنسيق التركي الروسي، ألمح المسؤول إلى أن هناك تنسيق وثيق بين تركيا وروسيا، تجنبًا لحدوث أي اصطدام ميداني، مشددًا على أن الاصطدام السياسي لم ينتهِ بين الطرفين بعد، فبينما تعلن روسيا أنها تسعى للحفاظ على وحدة سوريا فإنها لم تشارك الطرف التركي بأي خطط تكتيكية أو استراتيجية لتحرك المشترك، كما أن رغبة روسيا بفرض السيطرة الكاملة على مدينة حلب تعيق أي تشاور مشترك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!