ترك برس

قال الكاتب التركي يوسف كابلان إن "فشل الغرب في إنجاح محاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو" هو السبب الرئيس وراء رفضه لمشاركة تركيا في عملية تحرير الموصل، بالإضافة إلى رفض بعض الدول استمرار تركيا في ملامسة عواطف الشعوب المسلمة الداعمة لها، لا سيما بعد أن أطلق عليها البعض "قلعة العالم الإسلامي الأخيرة".

تواجه تركيا معارضة عدد من الدول الغربية لمشاركتها في عملية تحرير الموصل، وبالرغم من عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المشاركة في علمية الموصل على هامش قمة العشرين، إلا أن الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي عبر مؤخرًا في ثنايا تصريح له عن عدم رغبة الولايات المتحدة بمشاركة تركيا في العملية، قائلًا إن الذي يقرر من هي الدول التي ستشارك في عملية تحرير الموصل هي حكومة بغداد وليس أي دولة أخرى.

ورأى كابلان أن تركيا تعمل اليوم على رفع مستوى التعاون الاقتصادي بينها وبين "الدول السنية الأخرى" كما تؤدي دورًا كبيرًا في تخفيف الضرر على "المواطنين السنة في الموصل"، ممّا يزيد رصيدها أمام الدول السنية التي سترغب في المزيد من التعاون معها.

وأشار كابلان إلى أن تحرك الشعب من أجل الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية إلى جانب رفع تركيا وتيرة تعاونها الاقتصادي والثقافي مع دول الشرق الإسلامي ليس أمرًا وليد اللحظة بل هو بناء تاريخي يعود وضع حجر أساسه إلى عام 1983 حين تولى زعيم حزب الوطن الأم تورغوت أوزال مقاليد الحكم ليرفع شعار الانفتاح السياسي والاقتصادي على جميع دول العالم بلا استثناء، موضحًا أن تركيا منذ ذلك التاريخ وحتى الآن تتعرض لمضايقات وتدخلات غربية شديدة تحاول الحيلولة دون تمدد نفوذها الدبلوماسي إقليميًا أو دوليًا.

كان كابلان في لندن عندما وضع أوزال حجر الأساس للاتحادات الاقتصادية التعاونية وخاصة اتحاد دول البحر الأسود، مشيرًا إلى أن الحكومة البريطانية ووسائل الإعلام البريطانية جُنّت واستشاطت غضبًا على هذا المشروع الذي تبعه مشروع الدول الثمانية لرئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان ومن ثم المشاريع التكافلية والتعاونية التي تقوم بها حكومة حزب العدالة والتنمية في يومنا هذا، وتبدو العلاقة بين مشاريع تركيا للانفتاح السياسي والاقتصادي وغيظ الدول الغربية طردية، فلكما زاد الانفتاح التركي زاد الغضب الغربي.
وفي هذا السياق، عزا كابلان تعاون الدول الغربية مع المنظمات الإرهابية كحزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الكردية إلى محاولاتها لصد تركيا عن مواصلة انفتاحها، فتركيا تريد لعب دور تاريخي في عملية تحرير الموصل من خلال الحيلولة دون حدوث تغيير ديمغرافي ومذهبي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!