ترك برس

تحفل ولاية مرسين الساحلية جنوبي تركيا بمواقع أثرية لحضارات متنوعة، أربعة منها مسجلة في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي؛ وهو ما يجعلها بمثابة متحف مفتوح يجذب الكثير من السياح، فضلا عن سواحل طويلة على البحر المتوسط تمنح الزوار فرصة السباحة مع السلاحف في ولاية تنعم بجو دافئ طوال العام.

على قائمتها المؤقتة للتراث العالمي، أدرجت "اليونسكو" مدينة كوركوس الأثرية في ولاية مرسين، التي تضم العديد من الأماكن الأثرية، مثل "قلعة البنت" و"صخور آدم"، إضافة إلى "دير ألاهان"، وكنيسة القديس بولس"، و"قلعة مامور".

وتعتبر مدينة كوركوس الأثرية هي الأكثر أهمية بين تلك المواقع، حيث كانت من أهم موانئ البحر المتوسط، بداية من عهد الحيثيين، ومرورا بالعصور الهيلينستية والرومانية والبيزنطية، وهي من أفضل المدن الأثرية التي تم الحفاظ عليها حتى عصرنا الحالي.

المدينة تضم بين أثارها "قلعة البنت" و"صخور آدم"، التي نقشت عليها العديد من الأشكال بأحجام كبيرة، في الفترة بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثالث بعد الميلاد، كما يعتقد علماء الآثار.

وكان لمدينة كوركوس أهمية كبيرة خلال العهد الروماني، حيث كانت تصدر من موانئها زيت الزيتون والنبيذ.

دير ألاهان

يقع "دير ألاهان" في وادي "غوكسو" في منطقة "موت" بمدينة مرسين، ويقصده المهتمون بالسياحة الدينية وبسياحة الطبيعة بفضل إطلالته المميزة.

يُعتقد أن الدير بني بين عامي 440 و442 ميلادية، ووصف الرحالة العثماني "أولياء جلبي" (1611-1682)، في مؤلفه "سياحت نامه"، الدير بأنه يبدو كما لو أن بانيه انتهى توا من بنائه.

ويتكون الدير من كنيستين، إحداهما تهدمت، ومن صوامع للرهبان حفرت في الصخر، بالإضافة إلى عدد من المقابر.

وبسبب تشابه طراز الدير مع مبنى "أيا صوفيا" (في إسطنبول)، يطلق عليه البعض "أيا صوفيا مرسين"، ويحتل الدير أهمية كبيرة في مسار رحلات الحجاج المسيحيين. 

قلعة مامور

يرجع تاريخ "قلعة مامور" إلى العصور الوسطى، واحتلت موقعا متميزا في قائمة "اليونسكو" بشكلها الفريد من نوعه.

تمتد القلعة على مساحة 24 ألف مترا مربعا، ما يجعلها واحدة من أكبر القلاع في تركيا، كما تضم أثارا من العهود الرومانية والبيزنطية والسلجوقية والقرمانلية والعثمانية.

يوجد داخل القلعة مسجدا لا تزال الصلوات تقام به، وتقع القلعة على ساحل البحر المتوسط مباشرة، وهو ما يجعلها محاطة باللون الأزرق.

وتقوم وزارة الثقافة والسياحة التركية حاليا بترميم القلعة. 

كنيسة القديس بولس

ومن مواقع مرسين المدرجة على القائمة المؤقتة لليونسكو كذلك "كنيسة القديس بولس" و"بئر القديس بولس".

تقع الكنيسة في مدينة طرسوس، التي شهدت ميلاد القديس بولس، الذي لعب دورا كبيرا في نشر المسيحية.

وتحمل الكنيسة أهمية كبيرة كونها الكنيسة الوحيدة التي بنيت باسم القديس بولس، وتم الحفاظ عليها إلى وقتنا الحالي.

وتجذب الكنيسة عددا كبيرا من السياح طوال العام بفضل رسوماتها ونقوشها التاريخية، كما تقام في الكنيسة قداسات في بعض أوقات السنة.

بدوره يجذب بئر القديس بولس، وسط طرسوس، الزوار المسيحيين، الذين يعتقدون أن ماءه مقدس. 

تجربة لا تنسى

وقال مدير مديرية الثقافة والسياحة في مرسين، بهاء الدين كاباحسن أوغلو، في حديث مع وكالة الأناضول، إن المواقع الأثرية الأربعة المدرجة في قائمة "اليونسكو" تسهم في التعريف بمدينة مرسين.

واعتبر كاباحسن أوغلو أن "قلعة البنت" تعد بمثابة رمز لمرسين، كما أن الشاطئ القريب منها مشهور برماله النظيفة، وتعتقد روايات بأن كيلوباترا (ملكة مصرية من عهد المصريين القدماء) جاءت إلى هذا الشاطئ وسبحت في مياهه واكتسبت جمالها منه، ولا يزال الشاطئ يحتفظ بجماله، ويتيح لزواره إمكانية السباحة برفقة السلاحف.

وعدد كاباحسن أوغلو بعض ما تشتهر به مدينة كوركوس الأثرية، مثل صخور آدم، والكنائس، وصوامع الحبوب، ونظام عصر النبيذ القديم، والطواحين.

ولفت إلى أهمية مرسين للسياحة الدينية، وخاصة لوجود دير ألاهان وكنيسة القديس بولس داخلها.

وأوضح كاباحسن أوغلو أن عمليات ترميم قلعة مامور على وشك الانتهاء، حيث سيكون بإمكان الزوار العام المقبل، أن يتعرفوا على أسلوب الحياة في القرون الوسطى بزيارة القلعة، التي صورت فيها مشاهد العديد من الأفلام التي تحكي عن تلك الفترة.

ودعا الأتراك والأجانب إلى زيارة مرسين بوصفها "وجهة مثالية للراغبين في السياحة الدينية، وكذلك للباحثين عن الشمس والرمل والبحر، ومكان مثالي أيضا لعشاق الطبيعة والجبال والمغارات، والذين يمكنهم أيضا قطف الثمار مباشرة من الأشجار وتناولها.

ووعد كاباحسن أوغلو بأن تكون زيارة مرسين "تجربة لاتنسى.. حتى أن الزائرين سيحثون أصدقائهم على زيارتها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!