سيفيل نوريفا - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

لا يُمكن الفصل بين تقديم تركيا لتترأس اجتماع الطاقة لمنظمة شنغهاي للتعاون العام المقبل، وبين قرار البرلمان الأوروبي حول تركيا، وتقديم روسيا لمقترح ترأس تركيا لاجتماع منظمة شنغهاي برغم أنها ليست عضوة فيه، وقيام الصين بدعم هذا المقترح بقوة، يعني أنّ روسيا والصين تريدان تقوية تركيا في مواجهة الضغوطات الغربية.

هناك من المحللين الروس، وهم تابعون للوبي اليهودي والأرمني، من يرون بأنّ تركيا تسعى من خلال ذلك إلى الضغط على الغرب من أجل إرجاع علاقتها بهم، وأنه في حال اتفاق تركيا مع ترامب فإنّ العلاقات التركية الأمريكية ستعود إلى وضعها الطبيعي، وتعود إلى معسكر الغرب.

لكن في الواقع روسيا اليوم بحاجة إلى الدعم التركي! لأنّ روسيا مؤخرا تسعى إلى أنْ تكون قوة عظمى في مواجهة أمريكا، ولهذا فإنّ لموقع تركيا الجيواستراتيجي الهام، يحمل درجة عالية من الأهمية بالنسبة لروسيا من أجل تحقيق مرادها، خصوصا مع وجود روابط تاريخية وسياسية بين تركيا وروسيا. كما أنّ روسيا تريد استغلال فرصة ما يقوم به الغرب تجاه اردوغان، من أجل تقديم الدعم لتركيا والوقوف إلى جانبها.

روسيا هي أكثر دولة تسعى إلى سحب تركيا نحو المعسكر الشرقي، لتخرجها من المعسكر الغربي. لكن وجهة النظر التي تقول بأنّ طلب تركيا للحصول على عضوية شنغهاي سيعني خروجها من حلف شمال الأطلسي ومن حلفائها الغربيين، هي وجهة نظر خاطئة.

منظمة شنغهاي هي منظمة للتعاون الاقتصادي، ولا تهتم بأي أمور أو تحالفات عسكرية. وأيضا تركيا مهتمة بمناق آسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط، وهذه المناطق أيضا هامة جدا بالنسبة لروسيا، حسب مصالحها! وروسيا تتقدم اليوم تحت شمسية محاولة الرجوع إلى جمهورية الاتحاد السوفييتي.

ولهذا فإنّ روسيا إما أنْ تتحالف مع تركيا ويتحركان مع بعضهما البعض في المنطقة، وإما أنْ تسعى روسيا إلى تضييق الخناق على النفوذ التركي فيها، وهذا سيتضح خلال المرحلة المقبلة. كما أنّنا نعلم جميعا بأنّ أمريكا لن تسمح لروسيا بتوسيع نفوذها وسيطرتها على المنطقة لوحدها.

ونحن نلاحظ اهتمام تركيا في إعادة إنشاء العلاقات مع الأقرباء والإسلاميين داخل كل من روسيا وإيران، بل وتسعى أنْ لا يكون هذا الاهتمام وهذه العلاقات على مستوى الحكومات فحسب، وهنا لا بد من الإشارة إلى حديث بوتين، الذي دعم الموقف التركي بضرورة حصول الأتراك في إيران على حقوقهم، وأشار إلى أنه سيدافع عنهم اذا تطلب الأمر ذلك، برغم أنّ روسيا وإيران حلفاء منذ زمن طويل.

كما أنني أريد هنا إلى لفت أنظاركم، بأنّ الإبداع الأدبي لأذربيجان مثلا، كان في عهد الاتحاد السوفييتي، وهو ما ساهم في المحافظة على الترك الموجودين في إيران، ولهذا فإنّ هذه المرحلة أيضا ستتحول إلى فرصة رائعة للكتاب والمثقفين، وعلينا أنْ نهب جميعا لمساعدة أقربائنا في إيران.

على تركيا أنْ تستمر في التعرف والتقارب مع آسيا الوسطى والقوقاز، وعليها ان تقوم بذلك على المستوى الشعبي والمجتمعي والتاريخي والثقافي، وليس من خلال الحكومات فقط.

عن الكاتب

سيفيل نوريفا

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس