نهال بينغيسو كراجا - صحيفة خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس

تحدث الرئيس التركي عن درع الفرات خلال الأيام القليلة الماضية، وقال: "نحن ليس لدينا مطامع في الأراضي السورية، ما نريده هو أن يسيطر أهل تلك المناطق على مناطقهم، ولهذا دخلنا سوريا، من أجل تأسيس العدالة، ولإنهاء سيادة نظام الأسد وإرهابه، ولذلك يجب ان لا ينظر أحد لتدخلنا في سوريا من منظور عرقي أو طائفي، لأننا لا ننظر أبدا بأي إيجابية لموضوع القومية والعرقية".

جاء هذا التصريح قبل يوم من زيارة لافروف، ولذلك علّق عليها الكرملين بقوله "كان مفاجئا بالنسبة لنا". وفي الحقيقة أهداف عملية درع الفرات تمثلت بصورة رئيسية بإبعاد خطر داعش عن الحدود التركية، ومنع توحيد كنتونات حزب الاتحاد الديمقراطي، ومنع سيطرته على المناطق التي يتم تحريرها من داعش.

وصرح أردوغان مجددا بالتوازي مع زيارة لافروف، وقال: "هدف عملية درع الفرات غير موجه لشخص أو دولة ما، وإنما موجه فقط للمنظمات الإرهابية، وهذا تحدثنا عنه عشرات المرات، وأتمنى أن لا يشك احد في ذلك، وأن لا يتم تفسير تصريحاتنا بصورة مغايرة لهذه الحقيقة".

ماذا نفهم من كل هذا؟

دعونا أولا نلخص المشهد.

ربما كانت روسيا ستستفيد لو نجح انقلاب 15 تموز/ يوليو، لأنّ عملية درع الفرات التي قادتها تركيا بعد تلك المحاولة الانقلابية، ستعمل على القضاء على داعش وعلى حزب الاتحاد الديمقراطي، وكانت تهدف لفتح الطرق نحو تقديم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب، وبالتالي عندما ننظر يمنة نرى حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب يرفعان العلم الأمريكي، وعندما ننظر يسرة نرى نظام الأسد وروسيا يحاصران حلب.

كما أنّ عملية الهجوم الجوي التي استهدفت جنودا اتراكا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في ذكرى اسقاط الطائرة الروسية، كان عملية يقودها النظام السوري، لكنها اخذت الموافقة الروسية على ذلك، وأنا أعتقد بأنّ تصريحات أردوغان الأخيرة جاءت بعد وصول معلومات تؤكد له بأنّ هذا الهجوم تم بموافقة روسيا، ولذلك قال "دخلنا سوريا لإنهاء حُكم الأسد"، وما رافقه من تصريح ثاني يشير إلى أنّ تركيا تحاول لعب دور الوسيط، وتحاول اللعب بصورة متوازنة.

تركيا تريد أن تتقدم بالطريقة التي تريدها نحو شرق والغرب، وبدأت بتأسيس منطقة آمنة بين عزيز وجرابلس، ونحن الجنوب، وهي بذلك تريد لعب دور هام على الأرض، وفي نفس الوقت تبحث عن حلول توافقية وسلمية لتغير الواقع.

أعرب لافروف في أنطاليا عن أنّ الاجتماعات مع المعارضة "أمر طبيعي للغاية"، حيث أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى أنّ روسيا تجتمع مع مجموعات من المعارضة السورية في انقرة لمناقشة أوضاع حلب، وهناك محاولات لعمل تسوية تتمثل بفتح ممر آمن لأهل حلب مقابل انسحاب مجموعات من المعارضة، وأشارت بعض المصادر الأخرى إلى أنّ 4 أشخاص ممثلين لمجموعات المعارضة قد اجتمعوا معلا المسؤولين الروس في أنقرة، وتجري مناقشات على الطاولة لإنهاء حصار حلب.

لو لم يكن هناك سياسات فاشلة، لما كان هناك إمكانية لجلوس المعارضة السورية مع الداعم الأول للنظام في سوريا على نفس الطاولة.

عن الكاتب

نهال بينغيسو كراجا

كاتبة في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس