صحيفة راسيسكايا فيسنا - ترجمة وتحرير ترك برس

نشرت صحيفة تايم البريطانية خبرا أفاد فيه أن أنقرة تنفي خبر إقالة ضباط حلف شمال الأطلسي الأتراك الموالين للغرب وتعيين ضباط موالين لروسيا مكانهم.

وتداولت صحف غربية مؤخرا خبر إقالة السلطة التركية لضباط بحلف شمال الأطلسي اعتبرتهم أنقرة موالين للغرب، وتنصيب ضباط آخرين موالين لروسيا.

واستشهدت وسائل الإعلام الغربية لتؤكد هذا القرار بحملة التطهير المستمرة التي شنتها الحكومة التركية بعد محاولة الانقلاب المدبّرة في تموز/ يوليو الماضي. ويُذكر في مقال نشرته إحدى الصحف الغربية، أنه تم إقالة الضابط بالجيش التركي الذي كتب رسالة إلى قائد القوات بحلف شمال الأطلسي في أوروبا كيورتيسو سكاباروتي.

وفي بيان لهذا الضابط نقلت الصحافة الغربية البعض من تصريحاته الذي قال فيها: "أنا وزملائي الأتراك نعاني من تنامي مشاعر القومية المعادية للغرب في الجيش". وأضاف أن "من المؤلم أن نرى التشكيك في قيم التحالف والكراهية للغرب مقابل التعاطف مع روسيا والصين وإيران".

وقالت الصحيفة البريطانية إن "الضابط التركي، الذي يعد ضابطا نزيها وفقا لحلف شمال الأطلسي، يشعر بالقلق إزاء العلاقة المتوترة التي تجمع بين الغرب وتركيا التي ترفض التبعية وموالاة الغرب، كما أنه يكّن مشاعر العداء لروسيا".

طموحات جديدة

وفي هذا السياق، قال الصحفي والخبير السياسي الروسي، ألكسندر أسافوف إن "السياسة التي ينتهجها الغرب ضد تركيا استنادا على وسائل الإعلام، منظمة ومتناغمة حيث أن تركيا لا تخوض تحديات جديدة ضد حلف شمال الأطلسي، الذي أصبح يعتمد سياسة الضغط على تركيا بعد تغيير مصالحها الجيوسياسية".

ووفقا لأسافوف، فإن الخلافات الأيديولوجية الخطيرة هي إحدى أسباب فتور العلاقة بين تركيا وحلف شمال الأطلسي. وأضاف أسافوف أنه "يكفي أن نتذكر تهمة محاولة الانقلاب التي وجّهها أردوغان إلى فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي رفضت السلطات الأمريكية تسليمه. فكما هو معروف، لطالما حظي فتح الله غولن بدعم حلف شمال الأطلسي لتنفيذ مخططه في تركيا".

ويرى مدير مركز الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية والدبلوماسية العامة فلاديمير أفاتكوف، أن تركيا ملّت الوقوف أمام أبواب الاتحاد الأوروبي وخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة.

كما أضاف أفاتكوف أن "أنقرة تسعى إلى تحقيق مزيد من الاستقلالية. وفي هذا السياق، يصبح لا حاجة لها بوجود إطارات في الجيش موالين للغرب نظرا لأن أردوغان يرفض كل أشكال التبعية."

لهذا ترفض أنقرة ما تنقله وسائل الاعلام البريطانية وتعبر عن قلقها وانزعاجها من السياسة الأوروبية المُنتهجة إزاءها. وكما نعلم، فإن المملكة المتحدة تعد ثاني أكبر قوة في التحالف لهذا تفعل كل ما هو ممكن لمنع انتقال أنقرة إلى فلك نفوذ موسكو.

ويقول ألكسندر أسافوف إنه تم تهديد تركيا باستبعادها من حلف شمال الأطلسي مرارا وتكرارا، وقد رد أردوغان على تلك التهديدات بوضوح حيث قال: "إذا كان التعاون العسكري مع روسيا سيستبعد تركيا من حلف شمال الأطلسي فليعتبروا أن تركيا لن تكون جزءا من التحالف".

وقد صرّح العديد من الخبراء بأنه تمت مناقشة نقل القواعد العسكرية وإزالة الأسلحة النووية من تركيا إلى هنغاريا. وفي حال إصرار أردوغان على الأيديولوجيات والتوجهات الحالية، فإن تدهور العلاقات مع الحلف ستصبح وشيكة جدا.

في سياق الهستيريا المعادية لروسيا

قال الخبير في مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في معهد الدراسات الشرقية، ألكسندر فاسيلييف؛ "أنا لا أتفق مع ما نشرته الصحف البريطانية. فتركيا بطبيعة الحال واثقة من أن هذه الوظائف العسكرية يجب أن تُقدّم لأناس موالين لتركيا عوض روسيا. ومن الطبيعي جدا أن يكون أفراد الجيش موالين لبلدانهم، لكن المثير للاهتمام في المقال الذي نشرته الصحيفة البريطانية هو مسار الهيستيريا المعادية لروسيا والتي تتزايد يوما بعد يوم".

وأضاف فاسيليف أنه "خلال الفترة الأولى من حكم باراك أوباما، عبّرت تركيا عن عدم رضاها بمكانة الكتلة العسكرية والسياسية التركية في حلف شمال الأطلسي. وأصر أوردغان على مدى تطور وتنامي أهمية الوزن الجيوسياسي التركي في العقد الماضي، كما طالب بتمكين أفراد من الجيش التركي من مناصب رئيسية في حلف شمال الأطلسي".

وقد ذهب أوباما في هذا الاتجاه فسلّم ضابطا تركيا مهام نزع السلاح والتنسيق السياسي في أفغانستان، كما عيّن أتراكا في عدة وظائف أخرى. ومع الوقت أصبح هؤلاء همزة الوصل بين أنقرة والغرب وصاروا يحملون أفكارا وقيم وأيديولوجيات غربية، وربما هذا ما يفسر ما نشرته الصحافة الغربية مؤخرا خاصة مع ما تشهده العلاقات التركية الغربية من تدهور في الوقت الحالي.

بعد أوباما

وفي الوقت نفسه، يواجه حلف شمال الأطلسي العديد من المشاكل بالإضافة إلى المشاكل التي تشمل العلاقات التركية. وقد أكد الخبير السياسي أن الهدف الرئيسي من التحالف هو ضمان أمن البلدان التابعة له، وهذا يعني بالأساس محاربة الإرهاب.

وأضاف فاسيليف قائلا: "إن القواعد الأمريكية منتشرة في جميع أنحاء أوروبا دون أن تتوصل إلى هزيمة الإرهاب، وخير دليل على ذلك ما حدث في فرنسا". كما أشار فاسيليف إلى أن قيادة حلف شمال الأطلسي لا تملك أهدافا واضحة.

وختم الخبير السياسي بقوله إن "توعًّد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بوقف تمويل المنظمة يعد أمرا مثيرا للقلق بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، وليس بالنسبة لتركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!