جوشوا كيتينج - مجلة سلات الأمريكية - ترجمة وتحرير ترك برس

بعد إطلاق النار يوم الاثنين على السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، بدأ عدد من المراقبين في مقارنة حادثة الاغتيال مع قتل الأرشيدوق فرانز فرديناند عام 1914، وبداية الحرب العالمية الأولى، ويبدو أن هذه الفكرة تترسخ:

أوجه الشبه بين الحدثين تبدو مغرية، فالاغتيال حدث في عاصمة أجنبية في وقت من التوتر الجيوسياسي المرتفع، وتعقُّد التحالفات، ومما لا شك فيه أن اغتيال أندريه كارلوف هو تطور خطير، لكن هذا ليس قياسا مجديا للغاية.

وكما كتبت في العام الماضي بعد ازدياد الحديث عن قرب وقوع الحرب العالمية الثالثة في أعقاب إسقاط تركيا طائرة مقاتلة روسية، فإن الوضع في سوريا والعراق بتعقيداته ووحشيته يشبه بالفعل الحرب العالمية في كثير من الجوانب. ما يتساءل عنه الناس عندما يتحدثون عن عام "1914" أو "الحرب العالمية الثالثة" هو هل سنشاهد حربا مباشرة بين تركيا وروسيا وربما آخرين وليست حربا بالوكالة بينهما، والعودة إلى إلى الحروب الدامية بين الجيوش الوطنية التي كانت نادرة منذ منتصف القرن العشرين.

يبدو ذلك غير مرجح، وليس من المرجح أن يحدث نتيجة لهذا الحادث خصوصا. ومثلما كتبت في وقت سابق يوم الاثنين فإن العلاقات بين روسيا وتركيا تحسنت بالفعل في الآونة الأخيرة، ولاسيما منذ محاولة الانقلاب العسكري الساقط ضد الرئيس أردوغان في الصيف الماضي. ما يبدو أنه هجوم نفذه متطرف ضد دبلوماسي روسي على الأراضي التركية سيقدم حجة لتعاون أوثق بين البلدين بدلا من الصراع. إن حقيقة أن منفذ الهجوم اتضح أنه ضابط أمن تركي ستلهم أصحاب نظرية المؤامرة، لكن المؤشرات الأولية أن وسائل الإعلام الروسية الرسمية حددت عملية الاغتيال بأنها محاولة من الإرهابيين لإفساد العلاقات الروسية التركية، وليست دليلا على خيانة تركيا.

اغتيال السفير الروسي في أنقرة هو خبر سيء لما تبقى من المعارضة المناهضة للأسد، وكذلك للمدنيين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا: فلقطات الفيديو للإرهابي وهو يصرخ "لا تنسوا حلب" بعد إطلاقه النار بدم بارد على السفير لن تزيد من التعاطف الدولي مع محنتهم. ولا تزال حادثة الاغتيال حدثا ينذر بالخطر في خضم وضع بالغ الخطورة، لكنه لا ينبغي أن يصعد الى مستوى الكارثة الدولية. دعونا نأمل أن يتمكن قادة العالم ممن على ارتباط بالمسألة في الاحتفاظ برباطة جأشهم هم وجميع قادة العالم.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس