فيردا أوزير -صحيفة حرييت- ترجمة وتحرير ترك برس

العالم بأسره يمرّ في مرحلة صعبة، "الظروف الاقتصادية، الحروب، الإرهاب، أزمة اللاجئين، التطرّف المتصاعد في الغرب، التعصّب، كراهية الآخر" جميعها موجودة الآن.

في ظل هذه الأمور مجتمعة، تواجه تركيا تهديدين كبيرين أحدهما أزمة اللاجئين، إذ يواجه العالم أزمة أكبر عدد من اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، والأسوأ من هذا، أنّه في ظل مواجهة العالم لـ 65 مليون لاجئ، نجد أن التعصب القومي يزداد أكثر فأكثر في العالم. وهذا بدوره يؤدي إلى توليد شعور الكراهية تجاه المتعصبين ونبذهم.

الأزمة الثانية الكبيرة التي نواجهها هي وصول العالم إلى طريق مسدودة ضمن سيادة وهيمنة الرأسمالية بعيد انتهاء الحرب الباردة، وفي ظل هذا لم يتم إيجاد الحل المناسب للأزمات الاقتصادية، إن الأنظمة والدول والمؤسسات لم تتمكن من إيجاد حل أو إجابة لهذه الأزمات، وكأن بصيرة الإنسان قد عميت.

الاستنفار من أجل اللاجئين

في ظل هذا الأزمة العالمية، يتصاعد صوت من وسط الظلام، يخرج من يجيب عن هذه التساؤلات، ويغيّر النظام من الداخل شيئا فشيئا،  وهذا الشخص هو "حمدي أولوكايا" الذي أذاق الأمريكان لأول مرة طعم اللبن، وهو الشخص ذاته الذي استوحى من كلمة "جوبان" والتي تعني الراعي في العربية، مصطلح "جوباني" وجعلها علامة تجارية لأهم منتج للألبان في الولايات المتحدة الأمريكية.

اختير حمدي أولوكايا من قبل مجلة "إرنست ويونغ" في عام 2013 كأفضل رجل أعمال، واختير في عام 2016 من قبل مجلة شركة "فاست" كأفضل قائد، وتعود أسباب اختياره ليس للشهرة التي حققها جوباني فقط، وإنما بسبب الحلول التي جلبها لأزمة اللاجئين، والتفسيرات التي أدلى بها فيما يتعلق التطويرات والتحديثات التي جلبها النظام الرأسمالي".

أولوكايا بدأ عام 2015 بمساعدة اللاجئين من خلال إنشاء وقف "تينت" "الخيمة"، وخلال مدة وجيزة حصل على دعم كبرى الشركات العالمية، وبهذا جمع هذا القطاع الخاص تحت سقف أسماه "اتفاقية الخيم". ولأول مرة سمعنا عن عمله هذا خلال مؤتمر دافوس العام الماضي، وفيما بعد أوباما بدوره شرع إلى إطلاق مبادرة "الشراكة من أجل اللاجئين" منطلقا في مبادرته من تجربة "أولوكايا".

وفي شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي تولّى "أولوكايا" مبادرة أوباما. اليوم توجد مؤسسات كبرى، مثل "تويتر، فيسبوك، ميكرو سوفت، وغيرهم تدعم وقف "تينت" "الخيمة"، والهدف من هذا الدعم هو أن تسهم كل شركة بحسب المجال المتخصصة فيه بتوظيف لاجئين بأعداد معينة داخل بنيتها، وإلى جانب ذلك تهدف إلى أن تخلق إمكانية فرص التعليم لهم، وجدير بالذكر أن 30 بالمئة من العاملين لدى شركة جوباني هم من اللاجئين.

ولذلك فإن أولوكايا يحمل مسؤولية وجدانية وإنسانية واجتماعية كبيرة، وهذا ما يسميه الاقتصاد بـ "الرأسمالية المنصفة"، وبهذا تغيّر الدور العالمي الذي تؤديه الشركات الخاصة، ولهذا اختير العام الماضي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لنيل جائزة "القيادة العالمية".

إن هذا الأسبوع حاسم بالنسبة إلى اللاجئين، لأن حمدي أولوكايا سيعيد شرح تجربته أمام قادة العالم، خلال مؤتمر دافوس، بين تاريخي 21 - 24 مرة جديدة.

إن أولوكايا واثق من أن دعم اللاجئين بعيد مؤتمر دافوس سيزداد، و99 بالمئة من الدعم الذي يحصل عليه وقف تينت من الولايات المتحدة الأمريكية، ويريد أولوكايا أن يضيف إليه الدعم الأوروبي أيضا.

والسيد حمدي يرى ضرورة أن يقدم قطاع العمل دعمه لهذه الأزمة العالمية، لأنه يرى أن هذا القطاع يستطيع التفكير والتحرك قبل أي أحد".

باختصار يرى أنّه لن يكون بإمكان دولة واحد حل هذه الأزمة، وكما يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الحكومات الاخرى لن تجد الحل من خلال الاجتماعات التي يعقدونها، فهو يرى أن القطاع الخاص مهم جدا في حل هذه الأزمة.

سيكون لـ أولوكايا تأثير كبير، وذلك لكونه هو نفسه لاجئا، ولا سيما أنه هاجر عام 1994 من ولاية أرزينجان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فهو رجل أعمال يعيش في أمريكا، ولذك الرأي العام العالمي تجاه اللاجئين يزعجه بشكل كبير، إذ يقول: نعاني من مشكلة كبيرة فيما يخص اللاجئين، ذلك بسبب الخلط الذي يتم بشكل مستمر بين الإرهاب واللاجئين، وبمجرد أن يسهم قطاع العمل في حل هذه الأزمة فإن هذا الرأي العام العالمي سيتغير.

وختم أولوكايا قائلا: "لا يمكن للإنسان أن يتقدّم نحو الأمام في ظل هذه المأساة الكبيرة، إن موقفنا من هذه الأزمة لن يحدد مستقبل هذا الجيل فحسب وإنما مستقبل الإنسانية جمعاء، ومستقبل الأجيال القادمة".

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس