محمد بارلاص -صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

اتهمنا أنفسنا على الدوام بالانطوائية، وبقطع أواصرنا عن العالم. ألم تكن مقولة "هم وصلوا إلى القمر ونحنا مازلنا نسير على الأرض" من أكثر المقولات المتداولة؟ 

بينما نردد هذه المقولة انفتحنا على العالم، ولكن يبدو أننا في هذه المرة انفتحنا انفتاحا كبيرا، فهل دققتم في السيرة الذاتية لمنفذ هجوم "ريينا" الذي ألقي القبض عليه قبل يومين؟ إن التصريحات التي أدلى بها والي إسطنبول "واصب شاهين"، ومدير أمن إسطنبول الدكتور "مصطفى تشالشكان" توضح لنا بشكل صريح مدى انفتاحنا على العالم.......

دعونا نتذكر سوية.........

تصريحات واصب شاهين جاءت كما يلي: ألقينا القبض في عملية قمنا بها في حي أسنيورت بإسطنبول على منفذ الهجوم المسلح، منفذ الهجوم هو "عبد القادر مشاريبوف"، ملقّب بـ أبي محمد الخراساني"، من مواليد عام 1983 أوزبكستان، تلقى تدريبات في أفغانستان، ويعلم 4 لغات، فهو إرهابي دُرّب بشكل جيد، ونتوقع بأنه قدم إلى تركيا في كانون الثاني / يناير عام 2016.

حتى الآن قمنا بعمليات في أكثر من 152 عنوان، وألقي القبض على 50 شخصا، وضبطنا مع الإرهابي 197 ألف دولار أمريكي، ومسدسين، ومخزن طلقات، وبطاقات جوّال.

جنسيات النساء الثلاث....

ما هو الحساب المصرفي الذي من الممكن أن يفتح لـ عبد القادر مشاريبوف الذي يعيش في إسطنبول؟ ترى من الذي أعطاه مبلغ 197 ألف دولار الذي ضُبط معه  في المنزل، ليقوم بعمليته الإرهابية؟

وما الذي يمكن قوله فيما يخص جنسيات النساء الثلاث اللواتي كنّ يقمن معه في المنزل نفسه؟ بحسب المعلومات الواردة من مديرية الأمن التركية إن النساء المنتميات إلى الجنسيات "المصرية، السنغالية، والصومالية" قدمن للانضمام إلى تنظيم داعش، ويُقمن منذ مدة في منزل في أسنيورت، ويقال: إن السبب الكامن خلف اختلاف جنسيات النساء، المقيمات في أسنيورت هو لعدم لفت الانتباه إلى جريمة ريينا.....

ألم تشعرون بالملل من العزف على أوتار الأغنية ذاتها؟

ألم يحن الوقت الذي بات فيه من الضروري بمكان إخضاع الغافلين، ومن يعزف على أوتار السياسة القديمة، إلى شروط الحياة المعاصرة، والظروف الآنية؟

إن أخطبوط الإرهاب الذي امتدت إحدى أيديه إلى "أفغانستان، ووواحدة إلى سوريا، وواحدة إلى العراق، وواحدة إلى ألمانيا، وواحدة إلى بنسيلفانيا، وأخرى إلى الصومال، يستهدف بلادكم. ولكن أنتم كمعارضة مازلتم تعيشون في 1930، وترددون مقولات 1950، إن الانقلابات العسكرية غيّرت من مبادئها، إلا أنكم الوحيدين كمعارضة لم تتغيروا.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس