سيما نعناعة - خاص ترك برس

القهوة التركية، كما يعرفها عشاقها، واحدة من ألذ أنواع القهوة بالعالم، ومشابهة للقهوة العربية على طريقة أهل بلاد الشام، من ناحية صناعتها ونكهتها، ولأنها برزت في أوج العهد العثماني، اكتسبت تسميتها حينها. 

وصارت تجربت "القهوة التركية" عادة لا بد منها للسايح القادمين إلى تركيا على اختلاف أصولهم وثقافاتهم، ليستمتعوا بنكهتها الرائعة وقشطتها "رغوتها" الكثيفة، ولا ينفك الأتراك يجربون طرقاً جديدة لإضفاء نكهة وإسلوب خاصيّن على قهوتهم من باب التنويع.

آخر موضة

درجت مؤخراً موضة صناعة "القهوة التركية" داخل "قشر البرتقال"، عوضاً عن استخدام "الركوة"، أو كما يسميها الأتراك "جزوة"، والتي تكون غالباً من النحاس أو الألمنيوم، ولاقت رواجاً كاسحاً بين مختلف الأوساط التركية، وذلك بعد تداول صوراً وفيديوهات لأشخاص جربوا هذه الطريقة على وسائل التواصل الاجتماعي مطلع هذا الشهر.

وبعد مشاركة العديد من هذه الصور والفيديوهات، بدأ الآلاف من الأتراك يجربون هذه الطريقة، مبدين إعجابهم الشديد بها، وباتوا ينشرون صور تجربتهم الخاصة.

ضمن المنو

سرعان ما تحول شرب القهوة بقشر البرتقال إلى "موضة" رائجة، فكانت فرصة جيدة لـ "أوغوز هان إرول"، صاحب أحد القهاوي في مدينة "إسكي شهير"، غرب تركيا، فجربها بنفسه، وأضافها للقائمة "المنو"، ليقدمها لزبائنه الذين استغربوا كثيراً في بادئ الأمر لدى سماعهم بها، بحسب "حرييت".

وقال "إرول"، "في الآونة الأخيرة سمعنا عن رواج القهوة داخل قشر البرتقال، فقلنا لأنفسنا لم لا نجربها نحن أيضاً، وقمنا بذلك بالفعل."

تستحق العناء

هنا يحكي "إرول"، مدى صعوبة صنع هذه القهوة، والوقت الذي تستغرقه مقارنة مع القهوة التركية التقليدية، إلا أنها "تستحق العناء"، وفق قوله.

فأوضح صاحب القهوة "إرول"، كيفية صنعها وطريقة التقديم قائلاً، "نستخدم في صناعتها برتقالاً متوسط الحجم، ثم نقوم بتفريغه، وإن بقي القليل من البرتقال بداخلها فلا مشكلة، فهي تضفي النكهة الخاصة بالأساس."

وفي السياق ذاته، تابع "إرول"، أنه بعد تفريغ لب البرتقالة من البرتقال، تتم إضافة الماء والبن والسكر حسب الرغبة، وتطهى على نار خفيفة كي لا تحترق البرتقالة.

مشيراً إلى أنها تأخذ وقتاً أطول نسبياً في الطهو، كون  البرتقال يطهى أولاً ثم تطهى القهوة معه، الأمر الذي يضفي النهكة الخاصة على القهوة التركية، على حد وصفه.

وعلى الرغم من مشقة وصعوبة هذه الطريقة في الصنع، استمر العديد بتجربتها ولم يتوانوا عن تفريغ البرتقال وطبخ القهوة داخله، للحصول على نكهة مميزة لم يتذوقوها من قبل.

أمام الزبون

بعد عملية الطهو، يتم تقديم القهوة للزبون، الذي ربما يجربها للمرة الأولى، ويتم وضع البرتقالة إلى جانب الفنجان والماء، وفق ما ذكر "إرول".

وفي إشارة للتجربة الأولى، حكى "إرول"، أن بعض زبائنه دهشوا لمجرد سماعهم بها وقالوا "أيعقل أنه يوجد قهوة تطهى داخل البرتقال؟"

نعم هي تبدو غريبة لكنها غير مستحيلة، وتبقى القهوة التركية، سواء بشكلها الكلاسيكي أو بطرقها المختلفة، تدهش عشاقها يوماً بعد يوم، وإن كنتَ لم تجرب القهوة داخل قشر البرتقال، فلمَ الانتظار؟ عش التجربة بنفسك وشاركها مع الآخرين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!