ترك برس

ذكر موقع "ديبكا" الاستخباري العسكري الإسرائيلي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اتفق هذا الأسبوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إقامة مناطق أميركية وروسية وتركية آمنة في سوريا.

وبحسب "الجزيرة نت"، قال الموقع الاستخباري الإسرائيلي إنه طبقا لنظام هذه المناطق سيتم نقل السيطرة العسكرية في سوريا إلى القوى الثلاث، كما سيتم رسم حدود هذه المناطق من قبل هذه القوى.

وأشار موقع ديبكا إلى أن ترمب اتفق بالفعل هذا الأسبوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إقامة المناطق الآمنة، وأن إنشاء المناطق سيتطلب إخراج القوة العسكرية الإيرانية والمليشيات الشيعية التابعة لحزب الله من سوريا.

وساق "ديبكا" تفصيلات تقول إن الخطة تشمل إنشاء منطقتين تابعتين للولايات المتحدة شرق نهر الفرات إلى الحدود العراقية، بما في ذلك المناطق الكردية، في ما يمثل إعادة إحياء لاتفاق في 2015 بين أوباما وبوتين لتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ.

وتم الاتفاق حينها على أن تشرف الولايات المتحدة على كل المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات، بينما تعطى السيطرة لروسيا على جميع المناطق الواقعة غرب النهر حتى ساحل البحر المتوسط.

أما المنطقة الواقعة تحت سيطرة تركيا فسوف تمتد لمسافة 650 كيلومترا على طول الحدود السورية التركية، بعمق يتراوح بين 35 و50 كيلومترا داخل الأراضي السورية حتى مدينة الباب، حيث تخوض القوات التركية معارك للشهر الثالث على التوالي لاستعادتها من تنظيم الدولة.

ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر استخبارات قولها إن ما سيمثل تغييرا فعليا على الأرض بالنسبة لإسرائيل هو إنشاء منطقة أميركية آمنة ثانية محاذية لحدود سوريا مع إسرائيل والأردن؛ ويعني ذلك أن نحو 7500 جندي أميركي من القوات الخاصة الموجودين حاليا في الأردن سينتقلون شمالا إلى جنوب سوريا.

وبالمقارنة، فقد كانت الخطة الأصلية تقتضي نشر مليشيا مؤيدة لإيران وقوات حزب الله لاستعادة الأراضي حول مدينتي الدرة والقنيطرة في الجهة السورية من الجولان، لكن بعد تعديلها سيتم نشر قوات أميركية في جنوب سوريا، ترافقها قوات أردنية خاصة، إضافة إلى عناصر المعارضة السورية التي تم تدريبها على يد خبراء أميركيين في معسكرات الجيش الأردني.

ولفت الموقع إلى أن الإسرائيليين سيتنفسون الصعداء بعد التخلص من خطر نشر قوات إيرانية وقوات من حزب الله على حدود إسرائيل الشمالية مع سوريا.

ومن المتوقع وفقا لوثيقة قالت وكالة رويترز إنها اطلعت عليها أن يأمر ترمب وزارتي الدفاع والخارجية بصياغة خطة لإقامة مناطق آمنة في سوريا ودول قريبة. لكن مسودة الوثيقة لم تذكر أي تفاصيل بشأن هذه المناطق، ولا مكان إقامتها ولا الجهة التي ستدافع عنها.

ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) التعقيب يوم الخميس، قائلة إنه لم يصدر أي توجيه رسمي بعد لبلورة الخطة، كما بدا أن بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين لم يعرفوا أمر الوثيقة قبل نشرها في وسائل الإعلام الأربعاء الماضي.

ولم تحدد الوثيقة ما الذي يجعل مناطق من هذا النوع "آمنة"، وما إن كانت ستحمي اللاجئين من الأخطار على الأرض فقط، أو إن كان ترمب يتوقع إقامة منطقة حظر طيران تشرف الولايات المتحدة وحلفاؤها على مراقبتها.

فإذا فرضت منطقة حظر طيران دون التفاوض على اتفاق من نوع ما مع روسيا، فسيتعين على ترمب أن يقرر إن كان سيمنح الجيش الأميركي سلطة إسقاط طائرات سورية أو روسية إذا شكلت خطرا على الناس في تلك المنطقة، وهو الأمر الذي رفض سلفه باراك أوباما القيام به.

ومن شبه المؤكد أن تتطلب أي منطقة آمنة في سوريا -تضمنها الولايات المتحدة- درجة من درجات الحماية العسكرية الأميركية. ويقول مسؤولون أميركيون سابقون وخبراء إن تأمين البر وحده سيتطلب آلاف الجنود.

وحذر أنتوني كوردسمان الخبير العسكري في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية البحثي من أن تصبح المناطق الآمنة داخل سوريا لعنة دبلوماسية تجبر إدارة ترمب على التعامل مع مجموعة من التوترات العرقية والسياسية في سوريا إلى أجل غير مسمى.

وقال خبراء آخرون إن من الممكن أن تجتذب المنطقة الآمنة "متشددين"؛ إما لتنفيذ هجمات -وهو ما قد يحرج الولايات المتحدة- أو لاستخدام المنطقة مأوى يمكن للمتشددين إعادة تنظيم صفوفهم فيه.

جيم فيليبس خبير شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة هيريتدج البحثية في واشنطن يقول "هذا في جوهره يعني الاستعداد لخوض حرب من أجل اللاجئين"، مشيرا إلى دفاعات روسيا الجوية المتقدمة.

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن ترمب لم يتشاور مع روسيا، وإنه ينبغي "تقييم" عواقب خطة مثل هذه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!