ترك برس

ناقش برنامج "الاتجاه المعاكس" على شبكة الجزيرة القطرية، الرؤيتين التركية والإيرانية للمنطقة، وكيف ينظر العرب إلى دوريهما، خصوصا مع التوتر الذي نشب بين أنقرة وطهران على خلفية اتهام الأخيرة بالتوسع في البلاد العربية بل وتشييعها.

وشارك في البرنامج الذي يقدّمه الإعلامي السوري البارز فيصل القاسم، كل من أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية رائد المصري، والإعلامي والكاتب التركي محمد زاهد غول.

وقال المصري إن جوهر الصراع في منطقتنا العربية هو أولا مع الكيان الصهيوني، وفي إطار هذا فقط يمكن النظر إلى الدولتين الإقليميتين تركيا وإيران، وفقًا للجزيرة نت.

فالأولى -كما يذهب- لديها علاقات إستراتيجية مع الكيان الصهيوني بما يجعل دورها في منطقتنا قاتلا ومضرا بنا، بينما إيران تحتضن المقاومة وتدعم قضايانا.

العرب -من وجهة نظر المصري- يحتاجون إلى قوة إيران التي تدفع نحو مقاومة المشروع الاستعماري الصهيوني. وفي رأيه فإن مصالح إيران في المنطقة شأن معروف في العلاقات الدولية، لكن تركيا ليست على هذه الشاكلة فلديها أحلام توسعية عثمانية.

بدوره، بدأ محمد زاهد غول مما قاله المصري عن دعم المقاومة، فقال إنه تحت هذا الشعار استباحت إيران الأرض والشعوب العربية، فقتلت منذ الثورة الإيرانية حتى اليوم أربعة ملايين عربي، الأمر الذي لم تفعله إسرائيل.

الدور الإيراني هنا ليس مستحدثا كما يضيف غول، بل إن العنصر الفارسي كان تاريخيا عامل تخريب وبث للفتن منذ المغول والحملات الصليبية وتعاونهم الدائم مع المحتلين، أما تركيا فكانت دائما تتكامل مع العرب وهذا أيضا ليس مستحدثا، محيلا إلى ما يقوله العلامة ابن خلدون بحق الترك ودورهم الإيجابي.

ويمضي غول إلى اللحظة المعاصرة قائلا إن تركيا تحالفت مع الدول والشعوب العربية، وإن وجودها طارئ ومرحلي.

وتساءل: ماذا تترك تركيا وراءها سوى نموذج جرابلس (شرق حلب) التي استعادتها من تنظيم الدولة وعاد إليها أهلها وقدمت فيها الخدمات التعليمية والاجتماعية والصحية والحدائق، وهي خدمات لم تكن موجودة قبل عملية درع الفرات.

أما إيران -وفقا له- فهي تقتل وتخوض الحرب ضد الإرهاب بالتنسيق مع أميركا، الأمر الذي يتصدره قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بتنسيقه المباشر مع الطيران الأميركي.

ومشيرا إلى التاريخ غير البعيد، يذكّر بالخميني الذي اشترى مباشرة من إسرائيل أسلحة بقيمة مليار دولار فيما عرف بقضية "إيران غيت" لمقاتلة الشعب العربي العراقي.

رائد المصري يحدد رؤيته من زاوية القضايا العربية، ويضيف أن النظر إلى إيران تقتضيه السياسة وليس انتماء هذا إلى الشيعة وهذا إلى السنة.

ويواصل متسائلا: لماذا الحديث اليوم عن شيعية إيران وهي التي كانت قبل الثورة الإيرانية أيضا شيعية وتتحالف مع تركيا منذ زمان الشاهنشاه وكمال أتاتورك؟ مجيبا أن الفارق هو أن الثورة الإيرانية وقفت في وجه المشروع الأميركي الإسرائيلي.

وحول سعي إيران لنشر التشيع في كل مكان، قال: لو هي بهذه القدرة لماذا لم تتوجه أولا إلى تشييع أربعة ملايين سني لديها؟

مقابل ذلك يرى المصري أن خطورة المشروع التركي هو في وجهه الاستعماري ودعمه أيدولوجية الإخوان المسلمين التي تعتبر فوق القومية والكيانات العربية إلى ما يخدم الخلافة الإسلامية في تركيا.

المشروع التركي القائم على الأخونة رد عليه غول مستغربا، بأن هذا غير مقبول دستوريا في تركيا العلمانية.

وأشار إلى أن أردوغان دعا في زيارته لمصر الرئيس المعزول محمد مرسي إلى حل جماعة الإخوان ودخول الأفق السياسي بانتهاج العلمانية، حتى إن قيادات إخوانية غضبت من ذلك، بينما تتقدم إيران في المنطقة على أساس مذهبي وتخوض حروبها تحت شعار "يا لثارات الحسين".

وتشهد العلاقات التركية الإيرانية في الآونة الأخيرة توترًا كبيرًا بدأ على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، ضد ممارسات إيران في المنطقة وخاصة العراق وسوريا.

وأكّد أردوغان في كلمة له بمعهد السلام الدولي في البحرين على رفضه لتوجهات البعض لتقسيم سوريا والعراق. وضرورة التصدي للقومية الفارسية في العراق وسوريا. وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الظلم الحاصل هناك.

أمّا جاويش أوغلو، فقال في كلمة له على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ الألمانية، إن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع الاستقرار، خاصة وأن طهران تسعى لنشر التشيّع في سوريا والعراق.

ودعا جاويش أوغلو طهران لإنهاء الممارسات التي من شأنها زعزعة استقرار وأمن المنطقة، وهو ما وصفه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بـ"التصريحات غير البنّاءة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!