ترك برس

وجد بعض الأطفال الذين فقدوا ذويهم في حرب لا ترحم أملًا في إكمال حياتهم بصناعة الحرف اليدوية في دار للأيتام بمنطقة الريحانية في ولاية هاتاي جنوب تركيا.

افتُتِح دار أيتام "بهاء الدين يلدز" من قبل مؤسستي "أُمّتِز" (Ümmetiz) وأوراسيا، ويعيش فيه 72 طفلًا اكتسبوا خبراتهم خلال دورة للحرف اليدوية قدمها معلمو دار الأيتام.

يقضي الأطفال ساعتين يوميًا في صناعة القلادات، ويستندون إلى تصميمات تطريزية تخاط على قطع من القماش. وتباع القلادات وتعود عائداتها لدار الأيتام.

أشار مدير الأيتام فاتح غوموش إلى أن الأطفال يعملون على التأقلم مع حياتهم الجديدة بقوله: "أطفالنا يلعبون ويتعلمون معًا في هذه الورشة". وهم يعملون ساعتين في اليوم لكنهم يصنعون أعمالًا جميلة مع بعضهم.

أكمل غوموش: "في دار الأيتام، دائمًا نُمِدّ أطفالنا بالدعم التربوي والروحي. ويقضي الأطفال وقتهم بعيدًا عن الحرب. نحن نقوم ببيع القلادات التي يُمضي الأطفال وقتًا جميلًا في صنعها، والأرباح تذهب إليهم" .

فاطمة عبود، الطفلة ذات السنوات التّسع من إدلب، أتت إلى تركيا لاجئة منذ سنتين. تقول فاطمة: "نحن نعيش تحت ظروف قاسية جدًا في بلدي... لقد فقدت أبي في هجوم طائرة حربية... كانت لدينا الكثير من المآسي، لكننا أتينا إلى تركيا وأنا سعيدة هنا".

تُعرب فاطمة عن سعادتها بأنها قادرة على إكمال تعليمها في تركيا. وتقول: "إنهم يعتنون بنا، لقد عملت على تطوير تعليمي ومهاراتي اليدوية معًا. أنا قادرة على التبرع لدار الأيتام بالقلائد التي أصنعها". وأضافت بأنها تريد أن تصبح طبيبة عندما تكبر.

حبيب أبوليسه، طفل آخر يبلغ من العمر 9 سنوات من مدينة إدلب. فقد والده أيضًا بقنبلة ملقاة من طائرة حربية. حبيب أتى إلى الريحانية مع أمه وأخيه.

يقول حبيب: "نحن نشتاق إلى بلدنا كثيرًا، لكننا سعيدون هنا أيضًا... مدربونا يعلموننا المهارات اليدوية، ونحظى بوقت رائع، ونحن ندعم الميتم بإنتاجنا من القلادات".

ويذكر أن سوريا دخلت في حرب منذ عام 2011، تركت آلاف الأطفال من غير أبوين وتسببت بفرار الملايين من بيوتهم. وتستضيف تركيا حاليًا حوالي 3 ملايين لاجئ سوري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!