عبدالله عيسى السلامة - خاص ترك برس

 حين يتعامل الناس ، مع حاكم مجرم ، محترف الإجرام ـ احترفه قبل استلام السلطة ، أو احترفه ضدّ شعبه ، بعد أن صار حاكماً.. حين يتعامل الناس معه ، على أنه سياسي الأمر الواقع ، كما هو حاصل في تعامل الآخرين ، مع آل أسد ، حكّام سورية ، اليوم ، ومع غيرهم من لصوص السلطة المجرمين .. فهذه كارثة متعدّدة الوجوه :

 الوجه الخلقي : هو أخطر مافي الأمر؛ إذ يصبح المجرم مثلاً يُحتذى ، ويحرص كل مغامر على أن يقلّده ، أو يستنّ بسنّته ، ويفعل فعله ! إذ يكفي المغامر، مجموعة من العسكر ، وبعض الآليّات التي تساعده على سرقة السلطة .. حتّى يصبح الحاكمَ المبجّـل ، والسيّد المطاع ، والملهم الذي لاينطق عن الهوى ..!

  الوجه الإنساني الاجتماعي : فالمغامر اللصّ ، الذي يسرق السلطة ، لا يحسّ بأيّة مسؤوليّة، عن وطنه أو شعبه ؛ لأنه لم ينتخَب من قبل الشعب ، ولا يعترف بالفضل لأحد، في تولّيه السلطة ! كما لا يخاف ، من أن تعزله مؤسّسات الدولة الدستورية ، لأنه خارج عن الدستورية.. وهو قادر على أن يضع لنفسه ، دستوره الخاصّ، الذي يخضِع، بموجبه ، الشعبَ ، لسلطاته ، دون منازع ! فمهما حصل في البلاد ، من كوارث ، أو مآس ، لا يشعر هذا الحاكم اللصّ ، بأنه مسؤول أمام شعبه والآخرين ، عن معالجة آثار الكارثة ! وما يصدره من قرارات ، لمعالجة آثار الكارثة ، إنّما هو من قبيل التفضّل على شعبه ! وربّما جرّ البلاد والعباد ، إلى حروب عبثية ، يهلك فيها آلاف البشر، من أبناء شعبه ، دون أن يحسّ بالحزن ، أو الأسف ، على أيّ شخص يهلك في هذه الحروب !

الوجه الوطني: فاللصّ الذي يسرق السلطة ، في بلاده ، لا يهمّه كثيراً، أمر هذه البلاد، وعلاقتها بالدول الأخرى ، الصديقة والعدوّة ..! فربّما دعته مصلحته الشخصية ، إلى التفريط  بصداقة دولة ، هي من أقوى حلفاء بلاده ..أو استفزاز دولة قويّة ، ودفعها، دون قصد ، إلى مهاجمة بلاده ، واحتلالها ، أو تخريب قسم كبير من مؤسّساتها ومنشآتها .. دون أن يحسّ الحاكم اللصّ ، بالحرج ، أو الإثم ، على ما جنتْ يداه ، بحقّ وطنه وشعبه !

  وهكذا يتبيّن أن التعامل مع المجرم ، سياسيّ الأمر الواقع ، جريمة بحدّ ذاتها ، يرتكبها أبناء الوطن ، بوجوهها كلها، بحقّ وطنهم.. راضين أو كارهين ! ويرتكبها الآخرون ، بقصد، أو بغير قصد ، ضدّ شعب كامل ، من النواحي الأخلاقية والإنسانية ! 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس