جيرين كينار – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس

تشكل مدينة الرقة في سوريا والموصل في العراق مركز العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش.

نجحت قوات المعارضة في تحرير الرقة أولًا من سيطرة النظام السوري عام 2013. لكن في وقت لاحق سيطر تنظيم داعش على المدينة.

أصبحت الرقة أهم منطقة في سوريا حاول تنظيم داعش تطبيق مشروعه في تأسيس دولة خلافة فيها. وتعتبر العملية العسكرية المرتقبة ضد الرقة، وهي أكبر المدن التي يسيطر عليها داعش في سوريا، واحدة من أخطر المنعطفات في الحرب الدائرة مع التنظيم.

ولهذا فإن هوية الأطراف، التي ستقوم بتنفيذ العملية، وطريقة تنفيذها تتمتعان بأهمية بالغة.

وبطبيعة الحال، لا شك في الأهمية القصوى، التي تحظى بها القدرة على مواصلة العمليات المنفذة ضد تنظيم داعش.

وأود هنا أن أوضح ماذا أعني بقولي: لم تسقط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش نتيجة النجاح العسكري، الذي حققه التنظيم. على العكس من ذلك، تمكن داعش من السيطرة على ثاني أكبر مدينة في العراق حتى من دون أن يطلق رصاصة تقريبًا. فالجيش العراقي ولى الأدبار في المعركة. وليس من الخطأ القول إن المدنيين في الموصل فضلوا تنظيم داعش على الجيش العراقي الطائفي.

أحيانًا تكون الديمغرافية عنصرًا يحظى بأهمية أكبر من الأساليب العسكرية نفسها، خلال العمليات المنفذة في إطار مكافحة الإرهاب. ولهذا السبب بالتحديد، باءت الخطة، التي وضعتها إدارة أوباما من أجل عملية تحرير الرقة، بفشل ذريع.

ولا بد للمرء أن يكون في غاية السذاجة حتى يظن أن مدينة يتكون سكانها من العرب المحافظين في سوريا يمكن أن يتم تحريرها، وإدارتها في وقت لاحق، على يد فصيل كردي ماركسي، ألا وهو حزب الاتحاد الديمقراطي.

ولا يتطلب الأمر من المرء أن يكون "عرّافًا" حتى يرى أن هذه الحملة العسكرية سوف تثير في المنطقة توترًا ونزاعًا عرقيًّا يستمر على مدى سنوات طويلة في المنطقة..

يساور تركيا قلق محق ومشروع للغاية في شأن حزب الاتحاد الديمقراطي. وعلاوة على ذلك فإن إدارة العملية العسكرية ضد الرقة مع الحزب المذكور لا تتمتع بأي مشروعية في نظر الشعب السوري.

وينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية أن تستخلص درسًا من نموذج الموصل.

تحقق النصر لتنظيم داعش وسيطر على مساحات واسعة من العراق نتيجة السياسات الطائفية لنوري المالكي إبان رئاسته الحكومة في البلاد.

فهل من الممكن أن تكون المصير مختلفًا بالنسبة للسياسات الستالينية المبنية على التطهير العرقي، التي يتبعها حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا؟

عن الكاتب

جيرين كينار

كاتبة في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس