مريم غيبري - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وتركيا أحد الأعضاء المؤسسين فيها، أقدمت على اتخاذ قرار بمثابة "فضيحة"، بعد انزعاجها من الأسلوب التركي في مكافحة الإرهاب.

قبل أربعة أعوام، حذفت الجمعية عبارة "منظمة إرهابية" من تعريف حزب العمال الكردستاني، في التقرير الخاص بتركيا، والآن اتخذت قرارًا بمراقبة ومتابعة تركيا سياسيًّا. وفي ذلك الوقت أيضًا اعتبرت الجمعية حزب العمال الكردستاني مجموعة "ناشطين" وليس منظمة إرهابية.

أكبر ما يثير قلق الاتحاد الأوروبي أن يتجه اللاجئون السوريون الفارون من الحرب إلى بلدانه، وحتى إذا أراد تعليق مفاوضاته مع تركيا فهو يخشى قدوم موجة لاجئين، وهو يريد أن يبقي تركيا تحت الضغوط حتى يتيح فسحة للتحرك من أجل حزب العمال الكردستاني.

عندما أحبط الشعب محاولة الانقلابيين في 15 تموز/ يوليو هدد مجلس أوروبا تركيا بتعليق المفاوضات معها، وواصل تهديداته بعد استفتاء 16 نيسان/ أبريل، لكن اتضح كل شيء، والجميع يعلمون مدى نفاق التكتيكي الأوروبي في مماطلة تركيا على مدى 50 عامًا.

قرار الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ليس له أي صفة ملزمة، لكنه في غاية الفائدة من ناحية كشفه الصف الذي يقف فيه "حلفاؤنا" الغربيون في مكافحة تركيا للإرهاب. فهذه مناورات من أجل وقف حرب تركيا على حزب العمال الكردستاني وجماعة "غولن"، بذريعة قانون حالة الطوارئ.

عقب قرار الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بفترة وجيزة وجهت تركيا ضربات جوية للتنظيمات الإرهابية، فقصفت مواقع حزب العمال الكردستاني في جبل سنجار بالعراق، وجبل قره تشوك في سوريا، أسفر القصف عن مقتل 70 إرهابيًّا.

وفي حوار مع رويترز، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قرار الجمعية، فقال إن الانتخابات الرئاسية في فرنسا جرت الأحد الماضي في ظل حالة الطوارئ، المستمرة منذ عام ونصف، ولم ينبس أحد ببنت شفة تجاه فرنسا. ووصف القرار بأنه سياسي تمامًا مؤكدًا أن تركيا لا تعترف به، وأنها ستواصل حربها على المنظمات الإرهابية.

واعتبر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جليك أن قرار الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا حلقة جديدة في سلسلة من الأخطاء، وأوضح أن الجمعية فضلت الوقوف إلى جانب المنظمات الإرهابية والانقلابيين، عوضًا عن التضامن مع تركيا في كفاحها من أجل الديمقراطية.

وأشار جليك إلى أنهم يعرفون الممولين الذين يثيرون ويدعمون العداء لتركيا وأردوغان في أوروبا، لكن لا يريد الكشف عن أسمائهم، وأضاف: "هؤلاء الممولون هم منافسون لتركيا من خارج الاتحاد الأوروبي. إنهم لا يريدون أن تنضم تركيا للاتحاد".

هذا يعني أن لدينا "أصدقاء من خارج الاتحاد الأوروبي". فمن هم هؤلاء "الأصدقاء" المعادون لتركيا يا ترى؟

عن الكاتب

مريم غيبري

كاتبة في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس