ترك برس

قال دبلوماسيون مصريون إن النظامين المصري والتركي بحاجة لإزالة الخلافات الناشبة بينهما، باعتبارهما القوتان الكبيرتان في المنطقة، وتربطهما علاقات ممتدة، إلا أن التباين بين قيادتي البلدين قد يشكل عائقًا أمام جمعهما على طاولة واحدة.

جاء ذلك خلال حديثهم لصحيفة "المصريون"، حول القمة العربية الإسلامية الأميركية المقرر انعقادها في العاصمة السعودية الرياض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ودعت السعودية قادة 17 دولة عربية وإسلامية، بينهم الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي، والتركي رجب طيب أردوغان، لحضور قمة الرياض يوم 21 مايو/أيار الجاري.

ونقلت "المصريون" عن السفير محمد جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أنه يرجح إمكانية جلوس المسئولين المصريين مع نظرائهم الأتراك خلال قمة مؤتمر التحالف الإسلامي المرتقبة بالسعودية، بحضور الرئيس الأمريكي.

خاصة أن البلدين في حاجة للجلوس معًا بعد عدة جلسات على طاولة لقاءات دولية وإسلامية متعددة لم تسنح الفرصة خلالها للقاء المباشر بين الرئيسين المصري والتركي، نظرًا للظروف والخلافات بينهما منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وأضاف بيومي أن حضور ترامب، واستضافة السعودية للقمة، سيكون لهما العامل الأكبر في إذابة الخلافات بين البلدين وتقريب وجهات النظر، خاصة أن أمريكا والسعودية تجمعهما علاقات وطيدة مع تركيا ومصر، ويهمها أن يتم إصلاح العلاقات بين أنقرة والقاهرة في ظل قيادتِهما الحالية.

وأشار إلى أن مصر ليس لديها مانع في المصالحة، إلا أنه على تركيا تغيير وجهة نظرها تجاه نظام الحكم المصري برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتخلي عن فكرة عودة الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وأشار بيومي إلى أن العلاقات المصرية التركية قديمة وفي طريقها للعودة مرة أخرى، خاصة أن تركيا ومصر تُمثلان العمود الفقري للمنطقة، ولا يمكن السماح لفترة الجفاء أن تطول بينهما لمدة طويلة.

من جهته، قال الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، والمستشار السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، إنه يتوقع عدم قبول الرئيس التركي لدعوة الملك سلمان عبد العزيز لزيارة المملكة، لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي، التي سيحضرها الرئيس الأمريكي.

إذ رجح حضور مسؤولين تركيين بدرجة أقل من رئيس الجمهورية، في وفد قد يكون على رأسه وزير الخارجي، حيث تنظر تركيا إلى المؤتمر الذي دعت إليه السعودية بمثابة إعلان سيطرة المملكة على المنطقة من الناحية السياسية.

وأضاف الأشعل، أن الرئيسين التركي والمصري لايمكن أن يجتمعا معًا طالما يتقلّدان منصب رئاسة الجمهورية في البلدين، خاصة أن تركيا على خلافات كبيرة مع القاهرة تتعلق بالأفكار والأيديولوجيات المختلفة بين البلدين منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وأشار إلى أن تركيا لا تحتاج إلى مصر في الفترة الحالية، في ظل تعافي الاقتصاد التركي وسيطرة أردوغان على مقاليد الحكم في تركيا، على عكس النظام المصري، الذي يعاني من اضطرابات اقتصادية كبرى ويعاني أيضًا من تناقص التأييد الشعبي، والذي يتضاءل يوميًا بسبب الظروف المعيشية وتدهور حقوق الإنسان.

وتشهد العلاقات بين القاهرة وأنقرة توتراً منذ الإطاحة بـ"مُحمد مرسي" أول رئيس مدني منتخب ديموقراطيًا، بلغ قمته في 24 نوفمبر/تشرين ثانِ 2013، عندما اتخذت مصر قرارًا باعتبار السفير التركي "شخصًا غير مرغوب فيه"، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، وردت أنقرة بالمثل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!