ترك برس

قال محلل عسكري أميركي إن الاتفاقية التركية الروسية الإيرانية حول مناطق خفض التصعيد في سوريا لن تحقق الأهداف التي تضمنتها ولا تعدو كونها إعلانا عن هيمنة روسيا وإيران، وحليفَتهم الجديدة تركيا، في الشرق الأوسط.

واتفقت تركيا وروسيا وإيران، خلال اجتماعات "أستانا 4" مطلع الشهر الجاري، على تأسيس مناطق خالية من الاشتباكات في سوريا، تنشر بموجبها وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن بمناطق محددة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، لاحقًا، أن الاتفاق دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة السبت 6 مايو/أيار الجاري، ويشمل أربع مناطق، هي محافظات إدلب (شمال) والقنيطرة ودرعا وأجزاء من محافظات حلب وحماة وحمص واللاذقية.

وأوضح المحلل الأمريكي "جد بابن"، الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة الدفاع بالإنابة في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، أن الاتفاقية التي أُبرمت في 3 مايو/أيار الجاري تهدف لإعادة ترتيب قطع اللغز بالشرق الأوسط مع تجاهل المصالح الأميركية.

وأشار المحلل العسكري إلى أن تلك الاتفاقية التركية الروسية الإيرانية تزعم أنها وضعت -على الأقل- شروطا لسلام مؤقت بين أطراف الحرب السورية التي دخلت حاليا عامها السابع، حسبما أوردت شبكة الجزيرة القطرية.

وأضاف بأن هذه الاتفاقية غريبة بعض الشيء من عدة أوجه: الأول أن سوريا نفسها ليست من الموقعين عليها ما يعني أن نظام الرئيس بشار الأسد لم يعد عنصرا في تلك الحرب، والثاني أن روسيا وإيران تُسيطران حاليا على سوريا كمحمية مشتركة، والثالث أن "تركيا أصبحت رسميا حليفا لروسيا وإيران ونظام الأسد الإرهابي".

وقال المحلل العسكري الأميركي أيضا إن تلك الدول الثلاث قد استفادت من قرارات إستراتيجية اتخذتها منذ بدء الحرب السورية مثل استخدامها ذريعة لإقامة معاقل لها بالجانب الغربي من الشرق الأوسط، ومن العناصر المهمة بالاتفاقية أن أيا من الموقعين عليها ليس له مصلحة في وقف الحرب السورية.

واستمر يقول إن تركيا بتوقيعها على الاتفاقية التي تضمن سيادة سوريا تكون قد انضمت إلى الحلف المعادي لواشنطُن و"حلف الناتو" مشيرا إلى أن الاتفاقية لم تذكر قط القوات الأميركية المنخرطة في حرب جوية وبرية ضد تنظيم الدولة بسوريا.

وأشار إلى أن وزير الدفاع جيمس ماتيس قال في اجتماع بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن حول تنظيم الدولة إن واشنطن تقوم حاليا بمراجعة الاتفاقية الروسية الإيرانية التركية، ولم يقل إن كانت القوات الأميركية بسوريا ستلتزِم بالقيود التي تضمنتها الاتفاقية حتى إذا كانت تقيّد عملياتها ضد تنظيم الدولة.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد أعلن أنهم الثلاثة ضامنون للاتفاقية، وسيفعلون كل ما من شأنه تطبيقها، بحسب الجزيرة.

وأوضح الكاتب أن روسيا وإيران تسعيان لإبعاد القوات التي تحاول الإطاحة بالأسد من ضواحي دمشق، أما تركيا فلَن توقف هجماتها ضد الأكراد الذين تدعمهم القوات الأميركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!