ترك برس

ناقش برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة القطرية، دلالات طلب تركيا تغيير المبعوث الأميركي في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بريت ماكغورك، بعد محادثات الرئيس رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.

وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو واشنطن إلى تغيير بريت ماكغورك المبعوث الأميركي إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة. وقال أوغلو إن مَكغورك يدعم بوضوح المنظمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الكردية.

في هذا الصدد اعتبر الكاتب والباحث السياسي التركي محمد زاهد غُل أن تركيا تحاول الوصول إلى تفاهمات جديدة بشأن سوريا مع إدارة الرئيس دونالد ترامب لخلق سياسة أميركية جديدة من خلال اللعب على التناقضات داخل الإدارة الأميركية.

وقال إن تركيا لا تثق في وعود واشنطن بشأن ضمان عدم استخدام السلاح الذي تقدمه لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية من أجل استعادة مدينة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية، ولذلك لا تضمن عدم استخدام هذا السلاح داخل أراضيها، كما حدث في السابق من قبل حزب العمال الكردستاني.

وعن خيارات أنقرة المحتملة في التعامل مع أي متغيرات قد تؤثر في أمنها في ظل تطورات الوضع في سوريا، خاصة في عملية الرقة، أكد غُل أنه لا خيارات أمام تركيا عند شعورها باقتراب الخطر سوى الضرب بيد من حديد لضمان حدودها وأمنها القومي.

من جهته اعتبر دوغلاس أولِيفنت  كبير الباحثين في قضايا الأمن القومي بمؤسّسة أمريكا الجديدة مطالبة تركيا بتغيير المبعوث الأميركي بريت ماكغورك هجوما على السياسة الأميركية وتوافقاتها، بحسب الجزيرة.

ورغم تأكيده أهمية التحالف بين تركيا وأميركا، قال أوليفنت إن على تركيا أن تفهم أن هناك خطوطا حمراء أميركية لا يجب أن تتجاوزها، وتتمثل في أن محاربة تنظيم الدولة في سوريا هي أهم أولويات إدارة ترامب وأن القوة الأكثر قدرة على ذلك هي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية.

وبِشأن عدم استعانة واشنطن بـ"الجيش الحر" بدلا من القوات الكردية لاستعادة الرقة، قال أوليفنت إن تجربة واشنطن مع الجيش الحر كانت مزعجة، كما أن لديها شكوكا حول الأهداف الأيديولوجية لبعض فصائل الجيش الحر وتخشى إذا زوّدتهم بالسلاح أن تركز على محاربة النظام وليس تنظيم الدولة خلافا للأكراد.

وأكد أوليفنت أن واشنطن ستستمر في دعمها للقوات الكردية كقوة تحارب بالوكالة عنها تنظيم الدولة في سوريا، لأن إدارة ترامب ترى أنها أفضل قوات تستخدمها على الأرض لتحقيق هذا الهدف.

ولم يخل لقاء ترامب وأردوغان الأخير من التوتر حسب المراقبين بسبب إعلان واشنطن الأسبوع الماضي تسليم أسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية لخوض معركة الرقة وتسريع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا اعتبارا من الأسبوع المقبل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!