ترك برس

تقع آثار "أولبا أنتيك كينتي" (Olba Antik Kenti) العتيقة في منطقة "أورينكوي" (Örenköy) في مدينة سليفكي التابعة لولاية مرسين جنوب تركيا، وتعد هذه المنطقة مركزا تجاريا و دينيا هاما لمملكة أولبا القديمة.

كما تم اكتشاف آثار المنطقة لأول مرة في عام 1930 عن طريق عالمي الآثار الألمانيين "جي كيل" (j.keil) و"إي ويلهلم" (A.Wilhelm)، وما زالت أعمال الحفر والتنقيب مستمرة منذ عام 2001 وحتى الآن من قبل البروفيسورة "أمل إرتان" وفريقها الذين يمثلون جامعة غازي ومن قبلها جامعة مرسين.

وتشير كل الآثار المستخرجة حتى الآن إلى وجود حضارات عاشت في هذه المنطقة كالهيلينيين والرومان والمسيحيين الذين كانوا يرون في هذه المنطقة ملاذا آمنا لهم من بطش الوثنيين.

وتشير بقايا آثار الأسوار المحيطة بالمنطقة إلى أنها كانت قلعة منيعة في العصر الهيليني، أما في العصر الروماني فكانت الأسوار أضخم لأغراض دفاعية ضد الأعداء.

كما تشير الكتابات الموجودة على المجرى المائي الذي كان يوصل ماء نهر ليمونلو إلى المنطقة إلى أنها تعود لحقبة الإمبراطورية الرومانية ما بين فترة 198- 211 بعد الميلاد.

وتبين بعد أعمال الحفر والتنقيب المتواصل وجود بقايا آثار لمسرح روماني ضخم، وبقايا لآثار مقابر بأشكال مختلفة مصنوعة بأحجار بسيطة. وبعد قبول الدين المسيحي من قبل الإمبراطورية الرومانية اعتبارا من القرن الرابع بعد الميلاد، أصبحت المنطقة مركزا دينيا هاما وبنيت فيها الكنائس. 

ومن الأماكن الأثرية التي من الممكن مشاهدتها في مدينة "أولبا" المجرى المائي "أكوا إداكتس" (Aquaeducts) و سبيل الماء (Nymphaeum) و بقايا المسرح والمقابر والدير والكاتدرائية. 

كما يمكنكم في أولبا مشاهدة لوحة فسيفسائية رائعة مكونة من ثلاثة ملائكة، تم اكتشافها في عام 1800، وقد تم نقل 16 لوحة فسيفسائية من أولبا إلى حديقة مديرية متحف سليفكي.

وتجدر الإشارة إلى أن ولاية مرسين تتميز بوجود العديد من المناطق الأثرية العتيقة التي يزورها الآلاف من السياح كل عام. وإذا أردتم التعرف على آثار الحضارات السابقة التي تعاقبت على أرض تركيا فما عليكم إلا زيارة منطقة أولبا العتيقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!