ترك برس

افتتح أمام الزوار معرض القبور الأثرية البالغ من العمر 1400 عام، والذي تم اكتشافه خلال أعمال أثرية جرت في مدينة "دارا" القديمة في ولاية ماردين (Mardin) جنوب شرقي تركيا أمام الزوار بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية.

تبعد منطقة دارا 30 كيلومترًا من ماردين، وتعد واحدة من أهم المستوطنات في بلاد ما بين النهرين، حيث كان ميدان القبور الذي اكتُشِفَ قبل سبعة أعوام مكانًا لمراسم مُتخيّلة تُسمّى "إحياء الموتى أو القيامة" في العصر الروماني.

وكشفت الحفريات في دارا أن ميدان القبور خدم ثقافاتٍ وأديانًا مختلفة لعدة قرون، حيث تم العثور في عام 2010 على مئات من الأجساد البشرية في الطبقة السفلى من القبور، يعتقد أنها تعود لأفراد رغبوا أن يدفنوا في هذه المقبرة ليعودوا إلى الحياة من جديد.

ويُعتقد أن المنطقة التي أقامها الرومان في القرن السادس للميلاد من أجل مراسم "إحياء الموتى أو القيامة" يعتقد أنها الوحيدة من نوعها في العالم، وذلك لأن الموجودات داخل القبور حفظت في مكانها الأصلي.

وقد تم ترميم ميدان القبور بتمويل قدره 85 ألف ليرة تركية من قبل وكالة التنمية ديكا (DİKA ديكا)، وتم تغطية مدخله بالزجاج، كما تم إنشاء منصة مشي للزوار، ومع انتهاء جميع الأعمال في الميدان، أصبح الآن متاحًا للزوار.

حضر حفل افتتاح مدينة القبور كل من والي ماردين مصطفى يامان ووالي كوجالي متروبوليتان إبراهيم كار أوصمان أوغلو والعديد من الضيوف.

وخلال كلمة أثناء الحفل، قال مدير السياحة والثقافة في ماردين علاء الدين آيدن: "هذا القبر كان يستخدم في القرنين السادس والسابع، وكان موطنًا لعظام أناس يعتقدون أن عظامهم ستعود ذات يوم، اكتشفنا العظام أثناء أعمال الحفريات. بنيت القبور بواسطة الرومان الشرقيين في عام 591م في ذكرى أولئك الذين قتلوا من قبل الساسانيين في حرب عام 573م".

وأضاف قائلًا: "كشفت الحفريات الأثرية التي قام بها متحف ماردين مئات من العظام البشرية في عام 2010 وكذلك تم اكتشاف شموع وأوعية للمياه، حيث يعتقد أن الشموع تلعب دورًا في نقل الروح إلى الجنة، لذلك كان هناك شمعة في كل قبر". أما مدينة دارا، فقد أنشأها الرومان حسب آيدن عام 507م لاستخدامها كمقر قيادة عسكرية.

وذكر آيدن أن السلطات قامت بعدد من الأعمال منذ عام 2010 لترميم المقبرة الرومانية، مشيراً إلى أن المقبرة التي تبلغ من العمر 1400 عامًا ستخدم السياحة في المنطقة وأن الإجراءات التي اتُّخِذت ستمكن عددًا أكبر من السياح من زيارة المدينة القديمة.

وأشار آيدن إلى المنطقة تتيح للراغبين في في تصور شكل وماهية العصر الروماني مشاهدة آثار الفعاليات والمناسك الرومانية من خلال جولة في المدينة.

عظام 3000 شخص

يحوي ميدان القبور عظام 3000 شخص لا يزالون ينتظرون إعادة انبعاثهم حسب علاء الدين آيدن مدير السياحة والثقافة في الولاية الذي أضاف: "يتكون الميدان الكبير من ثلاث طبقات منحوتة من حجر الكلس، وقد أنشئت الطبقات الثلاث لأغراض مختلفة، الطبقة العليا هي منصة مشاهدة الطقوس، والطبقة الوسطى هي مكان للدفن بشكل فردي، والطبقة السفلى هي مكان للدفن المتعدد".

"يمكن دخول الميدان الكبير عبر باب بديع مليء بالنقوش التي تصف مشاهد إعادة البعث (يوم القيامة) كما كان يعتقدها الرومان، كما توجد نقوش لشخصية مجنحة في الجهة اليسرى من النحوت البارزة على الباب، وفي الأسفل إلى اليسار أيضًا يوجد نقش عظام وجمجمة بشرية كبيرة ترمز إلى الموت، كما يوجد بروز لملاك مجنح، وإلى الطرف السفلي من هذا الملاك يوجد رمز يُعتقَد أنه يشير إلى يد الإله."

"وعلى الجانب الأيمن من الباب يوجد رمز العذراء وهي تحمل ابنها في يدها، وفوق هذا المشهد هناك سقف من الرموز التي تشير إلى الكنيسة."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!