ترك برس

رأى الباحث بالشأن الاستراتيجي للخليج العربي "مهنا الحبيل"، إن التواجد العسكري التركي في أراضي قطر يساهم في دفع أطراف الأزمة الخليجية الراهنة نحو الحل السياسي، ومنع أي اشتباك مسلح يكون شرارة الحرب الكبرى.

جاء ذلك في تحليل نشرته صحيفة "الوطن"، أشار الحبيل - وهو مدير مكتب دراسات الشرق في إسطنبول - إلى أن حالة الصدمة التي عاشها ويعيشها الشعب العربي في الخليج العربي، منذ التصعيد الأخير وقرار حصار قطر، لا يُمكن أن تختزلها الكلمات.

وأوضح أن معاقبة دولة وشعب من داخل النسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة، وعزل أواصر القربة، فضلاً عن الديمغرافية والجغرافيا والساحل المشترك، وعقيدة الإسلام الواحدة والعروبة، واندماج المجتمع الحضري والبدوي، منذ مئات السنين صعب جداً تصوره كخبر.

فكيف بواقع، يجري أمام أعين الناس والأهالي والآباء والأمهات، المنتشر ذووهم بين أطراف الخليج العربي، وفي البيت الواحد، بغض النظر عن الجنسيات التي يحملونها. وكل الصراعات السياسية بل وحتى الحربية، في العالم المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية، لا يُذكر أنها تصاحبت مع هذه الإجراءات وإن جرت بينها حروب، حسب تأكيد الحبيل.

وتطرق الحبيل إلى القاعدة العسكرية التركية في قطر، مبينًا أنه ليس مطلوبًا لذاته، لكن يمكن اعتبارها ضمن "دائرة المساهمة الإيجابية في دفع الأطراف نحو الحل السياسي، ومنع أي اشتباك مسلح يكون شرارة الحرب الكبرى لا سمح الله، وبقاء التواصل والجسور بين الرياض وبين أنقرة ضرورة لهما جميعا، كما هو ضرورة ومصلحة لدولة قطر".

من جهة أخرى، قال الباحث إنه "إذا نجحت المصالحة الخليجية، فهناك فرصة كبيرة لمصالحة نسبية مهمة، ترعاها تركيا والسعودية في مصر، بدعم وتفاهم بين الرياض والدوحة، لن تتفق الأطراف المصرية على كل ملفاتها، وسيبقى صوت المعارضة والتلاسن مع النظام، ولكن المهم إنقاذ مصر من سيطرة العنف الرسمي وعنف داعش، وتحويل الصراع إلى سياسي".

ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات. وشدّدت الدوحة أنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.

ومؤخرًا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "نأمل أن يتم تسوية الخلاف بين دول الخليج قبل حلول عيد الفطر المبارك. إن اعتراضنا ومعارضتنا للظلم الواقع على أصدقائنا القطريين شيء وصداقتنا لآخرين في المنطقة شيء آخر، وهذه الأمور ليست قطعًا قضايا بديلة أو مناقضة لبعضها".

وأضاف أردوغان: "لذا فإن دعمنا لقطر ليس بديلًا لعلاقاتنا مع الدول الأخرى، تركيا لديها علاقات متعدّدة الأوجه وقويّة مع جميع الدول في منطقة الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ونحن عازمون على مواصلة تطوير علاقاتنا وتعزيزها في كافة المجالات. لذا ليطمئنّ المواطنون السعوديّون ومواطنو الدول الخليجيّة الآخرون الذين يملكون استثمارات في تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!