ترك برس

شن مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي هجوما غير مسبوق على تركيا بسبب موقفها من الأزمة الخليجية، ودعمها الاقتصادي والعسكري لقطر، في مواجهة الحصار البري والبحري والجوي الذي فرضته دول الخليج على الدوحة، واصفا تركيا بأنها "تقف في الموقف الخطأ في اللحظة الخطأ."

ورأى المركز في ورقة بحثية أن "رؤية أردوغان وتخطيطه لإحياء الطموحات العثمانية الجديدة من خلال الربيع العربي، قد أخفقت، وأن قطر لم تكن شريكا أيديولوجيا رئيسا لأردوغان فقط في هذه الرؤية، بل كانت المغذي للاقتصاد التركي الضعيف"، على حد قوله.

وأوضح أن حزب النهضة في تونس خيب آمال أردوغان عندما توصل إلى حل وسط تاريخي مع الكتلة العلمانية في البلاد، وفي مصر لم يفقد الإخوان السلطة فقط، ولكنهم فقدوا  شرعيتهم، مع الضغط الدولي الذي اعترف بصلات الجماعة بالعنف. وفي بغداد ما يزال الشيعة يحكمون البلاد وتسيطر عليها طهران. وفي سوريا ما يزال الأسد في السلطة، تدعمه إيران وروسيا، والآن وقعت قطر في ورطة مع أردوغان نفسه.

وأضاف أنه ليس فقط أصدقاء أردوغان الآخرين في الخليج والعالم الإسلامي هم من يعاقبون قطر من خلال الحصار الخانق، بل يجب على أردوغان أن يواجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي أعلن أن قطر - أقوى حليف لتركيا - "كانت راعيا كبيرا للإرهاب".

وبعد أن عرض المركز لموقف تركيا الرافض لفرض الحصار على قطر، وإسراعها بتقديم المعونات الغذائية والعسكرية لها، قال: "إن تركيا وضعت نفسها في الزاوية الخطأ في اللحظة الخاطئة. ويخشى بعض رجال أردوغان من أن يكون الدور القادم على تركيا في العقوبات الدولية بسبب تضامنها مع من تعده واشنطن راعيا رفيع المستوى للإرهاب، ولكن هذا أمر غير مرجح."

ووفقا للمركز الإسرائيلي، فإن أردوغان يتجاهل خطرين محتملين: "أولهما، أنه يسير وفق افتراض خاطئ مفاده أن الأعمال التجارية سوف تُستأنف كالمعتاد مهما كانت النتيجة التي ستنتهي إليها أزمة الخليج، وأن التحالف التركي القطري سوف يكون قائما وفقا لنفس المبادئ التي كان عليها، وثانيا، أنه يعتقد أن الغرب ضعيف لدرجة أنه لن يعاقب ترکیا سیاسیا أو اقتصادیا، لذلك لا يخشى من ھذه الجبھة."

وزعم المركز في ختام التقرير أن حسابات أردوغان كانت خاطئة؛ "لأن الدوحة قد لا تكون في المكان نفسه بعد أن يجد عرب الخليج مخرجا من أزمتهم، وقد تظهر قطر أقل ودا تجاه تركيا. ومن المرجح أن يتقوقع حليفا أردوغان القويان، وهما الإخوان وحماس، في مكانهما، مع احتمال أن تبقى تركيا غير العربية الصوت الوحيد المؤيد لهما في العالم العربي."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!