ترك برس

تقول المؤرخة المصرية نيللي حنا، أستاذة الدراسات العثمانية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الدولة العثمانية التي امتدت لأكثر من 600 عام (1299 حتى 1923) كانت إمبراطورية ممتدة من شمال إفريقيا حتى يوغسلافيا والمجر، وكانت تشهد تعايشًا بين أكثر من 20 ديانة.

وتُشير حنا إلى إمكانية أخذ الدروس من فترة الدولة العثمانية وما شهدته من تعايش بين الأديان، لعلاج قضايا الحاضر، (بحسب تقرير لوكالة الأناضول التركية للأنباء نُشر عام 2013).

ووفقًا للمؤرخة المصرية، فإن "من هذه الدروس أنه إذا أردت أن تقيم التعايش بين الطوائف، فيجب أن يشمل ذلك مستوى الحوادث الفردية، والحوادث التي تتسبب فيها الدولة وقوانينها.

وتُضيف: "فعلى مستوى الدولة وقوانينها، تستطيع أن تقول إنه كان هناك تسامح، لكن على مستوى الأفراد كانت هناك حوادث فردية أشبه بما يحدث في الوقت الحالي، ولكن هذه الحوادث عموما كانت أقل من فترة المماليك (1250 - 1517)".

وحول كيفية تشجيع قوانين الدولة على التسامح، تبيّن حنّا أن القوانين لم تكن بالمعنى المفهوم لكلمة قانون الآن.. يعني مواد تعرض على برلمان يقرها ويصدر بها قانون، لكنها كانت عبارة عن "فرمان" يصدر من السلطان.

وعلى سبيل المثال الفرمان الصادر لإدارة إقليم مصر، وهذا الفرمان لم يشر إلى غير المسلمين، ومن ثم فإن أي قضية تعرض على القاضي يحكم وفق الشرع بصرف النظر عن الديانة.

وحول ادعاءات عدم تطور مصر في ظل الدولة العثمانية، تقول حنا إن الأوروبيون حاولوا أن يظهروا الفترات التي احتلوا فيها الشعوب بأنها كانت فترات ازدهار، فقيل عن الهند إنها كانت متأخرة قبل الاحتلال الإنجليزي، وقيل نفس الشيء عن مصر وقت الدولة العثمانية، لإظهار أن الفترة اللاحقة وهي الاحتلال الإنجليزي كانت أكثر ازدهارًا.

وتُضيف: "الدولة العثمانية التي امتدت لأكثر من 600 عام (1299 حتى 1923) كانت إمبراطورية ممتدة من شمال إفريقيا حتى يوغسلافيا والمجر، وكانت تشهد تعايشًا بين أكثر من 20 ديانة، ولكن عامة يصعب أن تطلق وصفًا دقيقًا لتقول إنها كانت فترة ازدهار أو انحسار.

يعني في فترات عديدة شهد الاقتصاد تطورًا، وشهدت صناعة النسيج ازدهارًا، ولكن في فترات أخرى كانت هناك أزمة مالية بسبب نقص المعادن أثرت على اقتصاديات البلد.. فالخلاصة أنه يصعب إطلاق وصف دقيق يلخص الحالة، سواء بالازدهار أو الانحسار".

وتؤكّد أنه "كانت هناك علاقة تجارية مهمة وحركة تبادل تجاري بين الموانئ المصرية والعثمانية، وكان يوجد تجار أتراك في (مدينة) رشيد (بمحافظة البحيرة بدلتا النيل).. وساعدت هذه الحركة التجارية مصر كثيرًا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!