ترك برس

استبعد الخبير والمحلل السياسي حسين عبدالعزيز، أن تسلّم الولايات المتحدة محافظة الرقة السورية لقوى عربية تابعة للأجندة التركية، مشيرًا إلى وجود مخاوف أمريكية من حدوث فائض في القوة التركية ينعكس سلبا على أهدافها واشنطن شمال سوريا.

وفي تحليل نشره موقع "عربي21"، قال الكاتب إن الصراع على الرقة يختلف عن غيرها من المحافظات مثل ما جرى في حلب وما سيجري في دير الزور، لأن المسألة هنا مرتبطة بالسيطرة السياسية / المدنية.

وأشار عبدالعزيز إلى وجود مؤشرات تدل على أن أهالي المحافظة من العرب هم الذين سيحكمونها، وهو ما أكده أكثر من مسؤول أمريكي، وما أكده مسؤولون في "قوات سوريا الديمقراطية" أيضا من أن محافظة الرقة لن تكون جزءا من الإدارة الذاتية الكردية.

واعتبر أن الولايات المتحدة أذكى من تعطي المحافظة لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، خشية من حدوث فتنة إثنية بين العرب والأكراد التابعين لـ "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، إلا أن السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه، من هي القوى العربية التي سيناط بها حكم المحافظة؟ وما هي أجنداتها السياسية؟

وأضاف: من الواضح إلى الآن أن هذه القوى لن تكون تابعة للأجندة التركية، فالولايات المتحدة ما تزال تخشى حدوث فائض في القوة التركية في الشمال السوري ينعكس سلبا على الأهداف الأمريكية التي لا تتضمن إسقاطا للنظام السوري ولا لتعزيز القوة العسكرية لفصائل المعارضة، خصوصا تلك التي تحمل أجندات إسلامية وإن كانت معتدلة.

أغلب الظن أن المحافظة ستؤول إلى قوى عربية ذات أجندات متباينة، يجمعهم هدف إعادة الحياة المدنية للمحافظة وجعلها محايدة عن الصراعات السياسية ـ العسكرية، بحيث يقبل الجميع في ذلك.

وتابع الكاتب: بالنسبة للوحدات الكردية، يعني تحييد المحافظة إبقاءها جسرا جغرافيا آمنا للنقل التجاري بين مكونات الإدارة الذاتية في الشرق والغرب، وبالنسبة للنظام السوري، يعني ذلك إبعادها عن فصائل المعارضة، وبالنسبة للأتراك يعني ذلك إبعادها عن الهيمنة الكردية المباشرة.

وأكّد عبدالعزيز أن هذا المآل يتطلب تفاهما أمريكيا مع الوحدات الكردية ومع الأتراك على حد سواء، ومرحلة ما بعد التنظيم تختلف تماما عن مرحلة ما قبله، وإذا كانت المرحلة السابقة تطلبت تحييد تركيا لصالح الوحدات الكردية، فإن المرحلة المقبلة تتطلب حوارا وتفاهما مع أنقرة، وربما تفاهمات غير مباشرة مع النظام، إضافة إلى التفاهم مع الوحدات الكردية التي ما تزال تشكل ورقة مهمة بيد الولايات المتحدة.

وبحسب الكاتب، فإن ذلك لا يعني أن "قوات سوريا الديمقراطية" بما تتضمن من مكون كردي رئيس فيها، ستترك المحافظة نهائيا، فمثل هذا الأمر لا يستقيم مع المعادلات العسكرية والسياسية، فضلا عن أن مثل هذا الانسحاب سيكون له تأثيراته السلبية على محاولات الوحدات الكردية الحثيثة السيطرة على وادي الفرات في محافظتي حلب والرقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!