ترك برس

قال الخبير والمحلل السياسي التركي محمد زاهد جول، إن رعاة الخطاب العنصري ودعاة الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي لا يستطيعون إخفاء هوياتهم الشخصية و لا الحزبية ولا التنظيمية، لأنهم يمارسون ذلك على صحفهم ومواقعهم الالكترونية علانية، وطبيعة تصريحاتِهم تعرف بهم، وبالأخص إن كانوا من أتباع منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، الذين حاولوا كثيرا استغلال قضية اللاجئين السوريين قبل انقلاب 15 تموز 2016 الماضي، ومعهم أتباع الأحزاب الإرهابية وفي مقدمتهم أتباع حزب العمال الكردستاني، وأحزاب اليسار أيضاً.

جاء ذلك في تحليل له بموقع "أخبار تركيا"، حول جريمة قتل المرأة السورية وطفلها، حيث عثرت الشرطة التركية، الخميس 6 تموز/يوليو الجاري بإحدى غابات صقاريا، على جثتي السيدة "أماني الرحمون"، وطفلها خلف، عقب إبلاغ الزوج الشرطة عن فقدانهما بعد عودته إلى المنزل.

وأكّد جول أن هؤلاء مخطئون أولاً، وواهمون ثانيا إن ظنوا أنهم يستطيعون استغلال التحريض والكراهية ضد السوريين بهدف النيل من الوحدة الوطنية التركية، أو النيل من شرف الشعب التركي وكرمه وحقه باستضافة أخوة لجئوا إليه محتاجين ومضطرين، فلا قضية الإساءة للشعب السوري ستكون بغير حساب، ولا الطعن بالوحدة الوطنية ولا محاولة زعزعة الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي ستمر دون عقاب.

وأوضح أن المحرضين وكما جاء في بيان سابق لوزارة الداخلية التركية إنما يهدفون إلى إيقاع الفتنة في المجتمع التركي ومع أخوتهم السوريين، والخطورة أن المحرضين على هذه الفتنة ليسوا من الأتراك فقط، وإنما من كل من يستهدف المجتمع التركي من الداخل والخارج، ومن كل من يستهدف الاستقرار السياسي والأمني للدولة التركية، ومن كل الذين ينتقمون من تركيا لوقوفها إلى جانب الشعب السوري أيضاً، غير ناسين أن العديد من التفجيرات التي وقعت في الأراضي التركية في السنوات الماضية كانت المخابرات السورية متهمة فيها، لأنها كانت من أوائل المستفيدين من الصراعات القومية داخل المجتمع التركي.

وقال إن الحضور الكثيف من الشعب التركي في جنازة السيدة السورية، وإطلاق هتافات تطالب بإعدام القتلة، وتقدم رئيس الشؤون الدينية شخصياً إمامة صلاة الجنازة، فيه رمزية كبيرة ورسالة واضحة لكل أبناء الشعب التركي أولاً، ولكل اللاجئين السوريين ثانياً، ولكل المحرضين على خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين وقادتهم خارج تركيا واتباعهم في الداخل أيضاً.

وهذه الرسالة، وقف رأي جول، هي أن تركيا رئاسة وحكومة وقيماً دينية وحضارية وأخوية ضد هذا القتل أولاً، وضد المحرضين عليه ثانياً، وأن المحرضين سينالون جزاءهم مثل القتلة بحكم القانون التركي، وبحكم مطالب الشعب التركي، الذين حملوا في الجنازة لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "صقاريا وطن السوريين"، و"اللاجئون السوريون إخواننا"، معربين عن تضامنهم مع أسرة الضحية.

وقد قال والد وزوجة أحد قاتلي المرأة السورية وطفلها إنهم يتبرأون منه، فقد تبرأ والد وزوجة المجرم "بيرول كاراجا" منه على خلفية مشاركته في عملية قتل المواطنة السورية أماني الرحمون وطفلها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!