الأناضول

يعتبر فن المينا الذي يعود تاريخه لأكثر من 13 قرنًا قبل الميلاد، التقنية الأفضل لتحويل مسحوق الزجاج إلى أعمال فنية تتحدى الزمن.

تاريخيًا كان يتم الاعتماد على هذا النوع من الفن من أجل طلاء المجوهرات عوضًا عن تزيينها بالأحجار الكريمة.

عشق هذا الفن، دفع التركية "فاطمة نور بيرقدار" إلى تعلمه واتقانه، ومن ثم البدء بتعليمه للأجيال عبر دورات تنظمها في "مركز إسطنبول للتصميم"، بمنطقة السلطان أحمد.

وينظم المركز دورات في مجالات فنية مختلفة مثل التذهيب، والخط، فيما تشرف بيرقدار على إعطاء دروس فن المينا.

وفي حديثها للأناضول، روت بيرقدار حكاية هذا الفن العريق، مشيرة إلى أن "أولى نماذج تقنية المينا شوهدت في مصر، وهي تعود لـ 13 قرنًا قبل الميلاد".

وأوضحت أن "تقنية المينا في ذاك الوقت تشبه إلى حد كبير صناعة السيراميك في وقتنا الحاضر".

ولفتت إلى أن "أحدث نماذج فن المينا تعود إلى القرن 12 بعد الميلاد، وقد وجدت في أوروبا". 

وأضافت بيرقدار أن "الدولة العثمانية تعرّفت على هذا الفن في القرن الرابع عشر".

وأوضحت أن "الأحجار الملونة كانت تستخدم في صناعة المجوهرات بالدولة العثمانية، كالزمرد والألماس والياقوت والزفير (الياقوت الأزرق)، ليبدأ فنانو تلك الفترة بعد القرن الرابع عشر باستخدام المينا كبديل للأحجار الملونة لمنح المجوهرات ألوانًا منوعة".

كما ولفتت بيرقدار إلى أن "الجيل السابق يعرف جيدًا تقنية المينا، وأمهاتنا يعرفن فن المينا ويعلمن أنه يستخدم في صناعة المجوهرات، ولكن الجيل الجديد مع الأسف يجهل هذا الفن".

وتابعت أن "مسحوق الزجاج يحتاج إلى حرارة تقارب 800 درجة مئوية من أجل صهره على المعادن في هذا النوع من الفن". 

وأشارات إلى أن "بعض تقنيات المينا تحتاج صبرًا كبيرًا، وبعض الأعمال تحتاج لأن تدخل الفرن 12 أو 13 مرة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!