أحمد طلب الناصر- خاص ترك برس

أدّت مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي دوراً مهمّاً في متابعة وإيصال المعلومات الخاصة بالمؤسسات التعليمية في تركيا، لا سيما الموجّهة للجاليات العربية عامة، والسورية على وجه الخصوص، كونها تعتبر أكبر الجاليات المتواجدة على الأراضي التركية.

وأخذت تلك المجموعات على عاتقها مساعدة المهتّمين بالشؤون التعليمية والتربوية من معلّمين ومتعلّمين، في المرحلتين الجامعية وما قبل الجامعية، لتضع بين يدي الطالب والمعلّم كل ما يفيدهم في أمور التسجيل والتعيين والدراسة والتدريس، إضافة إلى رصد معظم القرارات الصادرة عن الجهات التعليمية المختصة ونشرها بعد ترجمتها وصياغتها وشرحها.

وتنتهج أكثر تلك المجموعات سياسة  "اللاربحية" في منشوراتها وإعلاناتها الموجهة لطلبة الجامعات والمدارس والتسجيل فيها، وللمعلمين المغتربين والمهجّرين الباحثين عن وظائف ضمنها، بل وتقوم أيضاً بمشاركة منشوراتهم ومتطلباتهم وعروض أعمالهم.

وتتوزع إدارة الصفحات في معظم الولايات التركية، وتعتمد أحياناً على مراسلين متطوّعين لها ضمن الولايات لرفدها بكل ما يطرأ على الساحة التعليمية، وغالبيتهم من المعلمين والطلبة، مما يوفّر سهولة الوصول إلى المعلومات والقرارات نتيجة الاحتكاك المباشر بالمؤسسات والدوائر التعليمية والتربوية.

وتحاول الصفحات قدر استطاعتها نقل المعلومات بكل مصداقية وموضوعية والابتعاد عن الإشاعات والأخبار المغلوطة التي من شأنها تشويش المعلمين والطلبة المتابعين، إلا أن عامل اللغة من جهة، وعدم الإلمام بالأنظمة والقوانين التركية من جهة أخرى، غالباً ما يعرّض مشرفيها لبعض المغالطات البسيطة. ورغم ذلك تبقى تلك الصفحات الوسيلة الوحيدة لمتابعة أخبار وزارتي التعليم الوطني والعالي، وما يرتبط بهما من المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية.

وللحديث عن أهم المجموعات التعليمية الافتراضية الناطقة باللغة العربية، نذكر أن معظم أعضائها من المهتمين بالشأنين التعليمي والتربوي بالإضافة إلى الطلاب وأولياء أمورهم، من العرب المقيمين في تركيا، وبعض المهتمين من زملائهم الأتراك الذين يشاركونهم العمل والدراسة، ويتقنون جزءاً يسيراً من اللغة العربية. وتتكرر أسماء أولئك الأعضاء في أغلب المجموعات بغاية الحصول على أكبر قدر من المعلومات والأخبار.

وحول أهمية تلك المجموعات، يقول "عبد المنعم الصالح" وهو طالب سوري تم قبوله مؤخراً في جامعة "مرسين": "يعود الفضل الرئيسي لتسجيلي وقبولي في الجامعة إلى مجموعات الطلاب على (الفيسبوك)، وعلى الأخص صفحة (تجمع الطلبة في تركيا) وصفحة (المنحة التركية) وكذلك صفحة (دعم التربية والتعليم)، حيث أني درست في مركز للتعليم السوري المؤقت، ولا أعرف شيئاً عن الجامعات أو شروط التسجيل والقبول فيها، كما أن لغتي التركية لا تزال متوسطة ومن الصعب متابعة صفحات الجامعات بالتركية، إلا أن المجموعات التي ذكرتها هي التي مكّنتني من التسجيل وقبولي في الجامعة بسهولة تامة، وكذلك الأمر بالنسبة لأصدقائي الذين سجلوا في الجامعات الأخرى".

أما السيد "براء الشهابي" وهو مدرّس لمادة الرياضيات في إسطنبول، فيقول: "لا شك بأن المجموعات التعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي كان لها الدور الكبير في نشر وإيصال قرارات الوزارة في تركيا إلى المعلمين والطلاب العرب، بالإضافة إلى تأمين العمل للعديد من المدرسين ضمن المدارس الدولية والمراكز السورية، لا سيما وأن معظمنا كان يجهل آلية التواصل معها والعمل ضمنها في ظل عدم معرفتنا لأسمائها وأماكن تواجدها ومناهج تدريسها. ولن أبالغ إذا قلت بأن أكثر من 90% من المعلمين العاملين في المدارس قد تم تأمين عملهم بفضل متابعة تلك المجموعات، وخاصة خلال الأعوام الثلاثة السابقة..".

ويشير "الشهابي" في معرض حديثه لـ "ترك برس" لأهم تلك المجموعات فيستطرد: "نشطت خلال تلك الفترة على سبيل المثال مجموعة (معلمون في تركيا) و(معلمون سوريون في تركيا)  و(منتدى المعلمين السوريين في تركيا) و (منتدى المعلمين العرب) وصفحة (أخبار التعليم) و(المنتدى الرسمي للمعلمين) و(هيئة المعلمين السوريين)، ولا تزال تنشط حتى اللحظة مع العديد من المجموعات الأخرى".

وفي نفس السياق، تضيف المعلمة "فوزية.ع": "تلك الصفحات استطعنا من خلالها معرفة كافة القرارات والتعميمات الصادرة من وزارة التعليم الوطني التركي والموجهة للمعلّم والطالب السوريّين، وأهم تلك القرارات على الإطلاق هو إجراء دورة التأهيل التربوية الأولى للمعلمين السوريين العاملين في المراكز المؤقتة بالإضافة إلى فحص المقابلة قبيل بداية العام الدراسي المنصرم، اللذان تم على إثرهما إجراء مفاضلة التعيين للمدرسين وتوزيعهم على المراكز المؤقتة لتعليم الطلبة السوريين. كما تابعنا من خلالها تطورات خطة الدمج الجارية للانتقال مستقبلاً إلى المدارس الوطنية التركية، وكذلك نتابع من خلالها الآن تحضيرات الدورة التأهيلية الثالثة المقبلة بعد أيام".

والجدير بالذكر أن المجموعات التعليمية تشكّل شبكة واسعة لتواصل المعلمين بين بعضهم بشكل مستمر وتبادل وجهات النظر والآراء التعليمية والتربوية والثقافية ، وكذلك للتواصل بينهم وبين طلابهم وأولياء أمورهم لإطلاعهم على مستجدات المدارس والمناهج، وفي بعض الأحيان، تمثّل ساحة للتسابق الخلّاق والطريف في نشر الأخبار الجديدة والعاجلة والمفيدة.

عن الكاتب

أحمد طلب الناصر

كاتب وصحفي سوري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس