ترك برس

قال مدير المكتب الإعلامي لفصيل "جيش أسود الشرقية"، سعد الحاج، في تصريحٍ حصري لموقع ترك برس، إن "فصيل أسود الشرقية بات وجبهة مغاوير الثورة الفصيلين الأكثر نفوذاً، والأنشط حركةً في شرق سوريا"، مضيفاً أن الأهداف الأساسية لهذين الفصيلين تكمن في دحر تنظيم "داعش" عن المنطقة الشرقية، والحيلولة دون سيطرة قوات ما يسمى سوريا الديمقراطية "قسد" على المنطقة الشرقية، ومواجهة التمدد الإيراني "الشيعي" نحو المنطقة."

وتشكل "جيش أسود الشرقية" المنضوي في الجيش الحر، في آب/أغسطس 2014، ويضم في صفوفه مقاتلين ينتمون بمعظمهم للمنطقة الشرقية في سوريا، ولا سيما محافظة دير الزور، وشارك منذ تشكيله في معارك عدة ضد قوات نظام الأسد وتنظيم "داعش".

وأشار الحاج إلى أن أهداف فصائل الشرقية تتقاطع، بشكل كبير، مع أهداف القيادة التركية حيال المنطقة الشرقية، موضحاً أن فصيله يأمل أن تتفهم القيادة التركية التي لا زالت تقدم الدعم الأكبر للثورة، القواسم المشتركة التي تجمع فيما بينهما، والتي تحقق للمنطقة الشرقية الأمن والاستقرار الاستراتيجيين، وتحرز لتركيا نفوذاً يؤثر في مسار عملية الحل الجارية في سوريا.

وفي سياق الحديث عن الدعم الذي تقدم سوريا لفصائل المنطقة الشرقية بالتحديد، أكد الحاج أن تركيا تقدم الدعم اللوجستي الكبير لفصائل المنطقة الشرقية، وبالأخص فصيل "أسود الشرقية"، مبيناً أن المكاتب السياسية والإعلامية تفعل في تركيا بمساندة من الحكومة التركية، متمماً أنه إلى جانب الدعم اللوجستي، هناك دعم معلوماتي استخباراتي بسيط تقدمه الحكومة التركية، فضلاً عن وجود تمثيل سياسي جيد تزخر به تركيا إحدى الدول الضامنة في إطار الآستانة، والدولة المقربة للولايات المتحدة، وتمثل به مصالحنا السياسية في المحافل الدولية.

وفيما يخص سيناريوهات الدعم التركي لعمليات فصائل الجيش الحر في المنطقة الشرقية، بيّن الحاج أن فصيله ناقش مع الجانب التركي سيناريوهين:

ـ السيناريو الأول يقوم على الخطة التركية لاستكمال عملية "درع الفرات": تم طرح هذا السيناريو، وفقاُ للحاج، مطلع آذار/مارس المنصرم، حيث وصلت تركيا إلى بلدة الباب، وكانت تنوي استكمال تحركها العسكري في صورتين:

1ـ التحرك من الباب إلى منبج، ومن ثم الرقة، فدير الزور، بواسطة قوات الجيش الحر، وبدعم تركي ودولي، غير أن التوافق الأمريكي الروسي الذي حدث في منبج، من خلال استقطاب قوات النظام "التي لا زالت توصف على أنها شرعية"، إلى مشارف منبج المحاذية للباب، وبذلك بقيت القوات الكردية في منبج. وبحسب الحاج، فإن رغبة روسيا في الحفاظ على موازين القوى لصالحها، بعيداً عن التعقيد العسكري والدبلوماسي، والرغبة الأمريكية في الإبقاء على تحركات "قسد" حرة، بعيداً عن أية قيود، فضلاً عن تخوف إيران من اضمحلال طموحها في تحقيق سيطرة على المنطقة الشرقية، من أجل مد خطها الناقل للغاز الطبيعي، والمعروف باسم "الخط الإسلامي"، عوضاً عن التكاليف البشرية والعسكرية الجمّة التي قد تُمنى بها تركيا نتيجة هذا التحرك الوعر، وغيرها، عبارة عن عوامل حالت دون تحقق هذا السيناريو على حد تحليل الحاج.

2ـ التحرك من "تل الأبيض" المحاذية لتركيا، والخاضعة لسيطرة القوات الكردية؛ وكان يقف هذا السيناريو على فتح القوات الكردية ممرًا لدخول قوات الجيش الحر. وهذا السيناريو الذي يفكك السيطرة الكردية غير منطقي بالنسبة لأمريكا والقوات الكردية وفقاً لما يبيّنه الحاج.

ـ السيناريو الثاني يقوم على التوافق مع الأردن والسعودية من أجل نقل قوات الجيش الحر من الشمال إلى الجنوب، ومنه إلى المنطقة الشرقية: كشف الحاج، لموقع ترك برس، أن الكادر السياسي لفصيله، عرض هذا السيناريو على القيادة التركية منذ شهرين تقريباً، حيث عرض على تركيا أن تقدم دعم لوجستي لنقل بعض قوات الجيش الحر التي تنحدر أفرادها من المنطقة الشرقية، إلى الأردن عبر الطائرات الحربية، ومنها إلى الشرق، لزيادة القدرات العسكرية واللوجستية للأفراد الموجودين في الشرق، غير أن القيادة التركية لم تُعطِ رداً نهائياً حول هذا السيناريو الذي تأخر الرد عليه، وفقاً للحاج، بسبب الأزمة الخليجية، وموقف تركيا منها.

وفي ختام اللقاء، اعتبر الحاج أن الدعم التركي جيد، غير أن التحرك التركي حيال رسم الخطط والتحركات الخاصة بسوريا متماهٍ جداً مقارنة بالتحركات الخاصة بروسيا والولايات المتحدة، والتي تتسم بسرعة الاستجابة للتطورات الجارية، متمنياً أن تصيغ تركيا "خلية أزمة" منضوية في مؤسساتها الفاعلة، لتكون خاصة بمنطقة الشرق السوري، لضمان تحريرها بما يصب في المصالح المشتركة التي تربط بينها وبين فصائل تلك المنطقة.

عن الكاتب

جلال سلمي

صحفي وباحث سياسي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!