ترك برس

لطالما كان اللقلق عنصرًا مهمًا في الثقافة التركية، واليوم، تعداد خاص بالطيور التي ستكون إسطنبول جزءًا من طريق هجرتها السنوية على وشك أن يتم.

يعدّ اللقلق من الطيور التي يسهل تمييزها بين الطيور المهاجرة في السماء بسبب ساقيه الحمراوين الطويلين ومنقاره المميز، وهو من أكثر الطيور شعبية حتى أنه يشكل جزءًا من كل ثقافة تقريبًا، وذلك بفضل الأمثال والحكم والقصص المروية عنه.

في رحلاتهم العابرة للقارات، تحديدًا تلك التي تنطلق في الربيع من أفريقيا باتجاه الشمال، فإن الحال دائمًا ما ينتهي باللقلق، بطريقةٍ أو أخرى، فوق عامودٍ أو مئذنةٍ أو مدخنة. ومؤخرًا، أصبحت رحلات اللقلق تلك، موضوع مشروعٍ من قبل المؤسسة التركية "دوغا" (Doğa). حيث ستجري المؤسسة تعدادًا للّقالق التي ستمر فوق سماء إسطنبول في هجرة الخريف في الفترة 22-30 من شهر آب/ أغسطس الجاري.

وفي حديثٍ أجراه "تورا بينزيان"، رئيس الدراسات الخاصة بالطيور في مؤسسة دوغا، مع وكالة الأناضول أوضح قائلًا: "تهاجر طيور اللقلق إلى الشمال ربيعًا لقضاء الصيف وإلى الجنوب خريفًا لقضاء الشتاء. وتتبع أثناء رحلتيها أرض اليابسة، مرورًا بإسطنبول التي تعد البقعة الأقرب الواصلة بين قارتي آسيا وأوروبا".

وأكدّ بينزيان على العلاقة العاطفية التي تجمع الشعب بالتركي بطيور اللقلق التي تحلق مئات الآلاف منها سنويًا في سماء إسطنبول. وعلى الرغم من مهارة اللقلق وخبرته الطويلة في الطيران، إلا أن خطوط الكهرباء على طريق الهجرة تشكل خطرًا عليه.

وأوضح بينزيان أن دوغا قررت إجراء تعداد لطيور اللقلق أكثر مفاهيميًا من ذلك الذي أعدّ مسبقًا بشكل فردي: "كان مراقب الطيور التركي "فكرت جان" يقوم بعدّ طيور اللقلق بشكلٍ فردي وخاص. قررت المؤسسة مؤخرًا أن تعمل على مشروع تعداد طيور اللقلق بشكلٍ أكثر مفاهيمية من التعدادات التي أعدّت حتى الآن. وفي هجرة خريف هذا العام سيتمّ عدّ الطيور خلال الفترة ما بين الثاني والعشرين 22 والثلاثين 30 من آب/ اغسطس".

وبخصوص الطريقة التي ستتبعها المؤسسة في التعداد قال بينزيان: "إن عملية تعداد الطيور أمرٌ فنيٌ في الواقع، عليك أولًا أن تمتلك القدرة في التفريق بين أنواع الطيور وتمييز الاختلافات فيما بينها. إلا أن اللقلق من الطيور التي يسهل تمييزها، لذلك فإن المشاركين في التعداد سيجدونه أمرًا سهلًا بعد اجتيازهم دورة تدريبية قصيرة".

أما عن الهدف الرئيسي من مشروع تعداد اللقلق كما بيّنه بينزيان: "الهدف الرئيسي من المشروع هو إخبار العالم وبالإحصاءات البيانية عن العدد الكبير من طيور اللقلق العالمية الذي يحلق سنويًا فوق سماء إسطنبول. تشير الأرقام المتوفرة حاليًا إلى أن عدد الطيور التي تحلق في سمائنا يصل إلى 700 ألف طائر، في حين أن العدد تجاوز المليون وفقًا للمراقبة التي قام بها فكرت جان".

وأعلن بينزيان أن هذا التعداد سيوفر بيانات هامة للدراسات العلمية حول اللقالق، مؤكدًا أن إبلاغ شركات محطات الطاقة حول طرق هجرتها بإمكانه منع وجود وفيات بين الطيور المهاجرة.

وسيتم تزويد المشاركين بالمعدات اللازمة لعملية التعداد التي ستجري في أربعة مواقع محددة ضمن منطقة "بويوك شيكميجي" غرب إسطنبول. وقد أعلنت المؤسسة سابقًا استقبالها لكل من يرغب بالتسجيل في الدورة التدريبية من أجل المشاركة في عملية التعداد، وكان آخر موعدٍ للتسجيل السادس عشر 16 من شهر آب/ أغسطس الجاري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!