روفيز حافظ أوغلو - ترند نيوز الآذرية - ترجمة وتحرير ترك برس

تمثل تركيا وألمانيا  قاطرتين للتنمية الاقتصادية، علاوة على ما تتمتع  به البلدان  من وزن سياسي مهم، ومكانة رائدة، كل في منطقتها.

ومن الجدير بالذكر أن حجم التجارة بين تركيا وألمانيا بلغ 36.8 مليار يورو في عام 2016. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن معظم الدول تقيم علاقات فيما بينها على أساس مصالحها الاقتصادية، فإن الأمر مختلف بالغ الاختلاف في العلاقات بين تركيا وألمانيا.

بعد محاولة الانقلاب العسكرى فى تركيا فى العام الماضى، تتزايد التوترات كل يوم فى العلاقات بين البلدين. وكانت تركيا وجهت في السابق اتهامات غير مباشرة لألمانيا  بدعم حزب العمال الكردستاني بعد محاولة الانقلاب العسكري، وحاليا  تتهم أنقرة برلين رسميا بمساعدة حركة  "الخدمة" المتهم الرئيس بتدبير محاولة انقلاب يوليو / تموز وقال الرئيس التركي ،رجب طيب أردوغان، فى أحد تصريحاته الأخيرة إنه قدم شخصيا للمستشارة الألمانية الوثائق التي تؤكد أن المجرمين المطلوبين فى تركيا يختبئون فى ألمانيا.

هناك عدد من المشاكل بين تركيا وألمانيا، أهمها، وفقا للجانب التركي، دعم ألمانيا لحزب العمال الكردستاني وحركة الخدمة، على الرغم من أن السلطات الألمانية قد ذكرت مرارا أن حزب العمال الكردستاني مصنف في ألمانيا على أنه جماعة إرهابية.

وهناك مشكلة مهمة أخرى في العلاقات بين البلدين تتعلق بانسحاب القوات الجوية الألمانية من قاعدة انجرليك الجوية.

ويسود اعتقاد في تركيا  بأن ألمانيا، باستخدام نفوذها وتأثيرها  في الاتحاد الأوروبي، تمارس ضغوطا سياسية على الاتحاد لإنهاء المحادثات مع أنقرة حول انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

تدرك أنقرة أنه على الرغم من تنفيذ تركيا ل 67 من الالتزامات الـ72 التي تعهدت بها للاتحاد الأوروبي، فإن تركيا، بوصفها بلدا مسلما، لا يمكنها ببساطة أن تصبح عضوا كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي. وقد أشارت السلطات التركية في الواقع مرارا إلى هذه الحقيقة ،فعلى سبيل المثال، أعلن الرئيس،رجب طيب أردوغان ،أن تأخير عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يثبت مرة أخرى أن الاتحاد الأوروبي "ناد مسيحي".

والقضية هي أن الاتحاد الأوروبي يطلب من تركيا تخفيف معركتها ضد الإرهاب، أو بالأحرى ضد حزب العمال الكردستاني، ويتهم البلاد بانتهاك حقوق مواطنيها.

وتعليقا على ذلك قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن بلاده لن تسير ضد مصالحها من أجل الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، ولن تخفف الحرب على الإرهاب حتى إذا رفض الاتحاد الأوروبي إلغاء نظام التأشيرات مع أنقرة.

طرحت مسألة  إجراء استفتاء على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على جدول الأعمال في تركيا أخرى في يونيو/حزيران  2016. وما من شك في أنه في حالة إجراء استفتاء، فإن غالبية السكان سوف يصوتون لإنهاء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

والسؤال هو لماذا لا تريد تركيا أن تكون أول من يتخلى عن هذه المحادثات؟ والجواب لأن السلطات التركية تعلم جيدا أنه إذا رفضت البلاد مواصلة المفاوضات حول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن الدول الغربية سوف تزيد بشكل كبير الضغط السياسي على أنقرة. وهذا هو السبب الذي يجبر أنقرة على عدم إجراء استفتاء لوقف محادثات الانضمام.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس