فؤاد بول – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

الشمس لا تُحجب بغربال. مع اقتراب الانتخابات الألمانية يتواصل العداء لتركيا والأتراك. كان الساسة الألمان في السابق يخفون هذا العداء، بل حتى ينكرونه، لكن بعد المحاولة الانقلابية أصبحوا يبدون موقفهم هذا صراحة.

كان العداء لتركيا سمة المناظرة التلفزيونية بين ميركل وشولتز قبيل الانتخابات. فكلا الزعيمين أعلن أنه سوف يطلب إنهاء مفاوضات العضوية بين تركيا والاتحاد الأوروبي، في حال فوزه بالانتخابات. بل ذهبا أبعد من ذلك بالقول إنهما سيفرضان حظر دخول ألمانيا على الأتراك.

وبينما تتصرف تركيا بإنسانية، وتحتفظ باللاجئين على أراضيها ولا ترسلهم إلى أوروبا، يتحدث الساسة الألمان عن وضع حظر على دخول الأتراك أراضي بلادهم!

أفضل رد يمكن توجيهه للاتحاد الأوروبي وعلى رأسه ألمانيا هو فتح الحدود عن آخرها أمام اللاجئين، لكني لا أفهم لماذا لم تفعل تركيا ذلك حتى الآن!

فكما أنهم لم يسددوا الأموال التي تعهدوا بدفعها من أجل اللاجئين، وضعوا تركيا التي تحملت الكلفة المالية وأنفقت مليارات الدولارات، في مرمى نيرانهم.

ألمانيا تشكل المخفر الأمامي بالنسبة للولايات المتحدة في أوروبا، ومما لا شك فيه أنها لا تتمنى الخير لتركيا لا في الماضي ولا في المستقبل.

تستضيف ألمانيا على أراضيها جميع التنظيمات الإرهابية التي تحارب تركيا، وتوفر لها كل الدعم. ومؤخرًا كشفت عن وجهها الحقيقي من خلال عدم تسليمها عناصر تنظيم غولن الفارين إليها من تركيا و قبولها طلبات لجوئهم.

هذه البلدان التي كنا نعتقدها حليفة في الناتو قبلت طلبات لجوء الضباط الانقلابيين الأتراك العاملين في الحلف والذين خانوا بلادهم. فيا لها من صداقة! ما فعله أصدقاؤنا وحلفاؤنا لا يفعله العدو.

أي عدو يمكنه أن يظهر بمظهر الصديق، ثم يتغلغل في صفوف قواتنا المسلحة ليكسب ضباطنا، الذين من المفترض أن يحاربوا من أجلنا، ويستغلهم في حرب ضدنا؟

هذا ما أراد العسكر المنتمون لتنظيم فتح الله غولن، والذين باعوا أنفسهم للخارج، فعله لكن الله حال بينهم وبين تنفيذ ما كانوا يخططون له. وصحوة شعبنا ووقوفه في وجه هذه المخططات أحبط المكيدة.

وكما نرى فإن أصدقاءنا وحلفاءنا فعلوا ويفعلون ما لا يفعله أي عدو.

فماذا عسانا نقول.. اللهم اكفنا شر أصحابنا أما أعداؤنا فنحن كفيلون بهم!

عن الكاتب

فؤاد بول

كاتب في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس