ترك برس - ديلي صباح

من طائرة رئاسة الوزراء - وصف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الزيارة الرسمية إلى اليونان والّتي استمرّت يومين بأنّها كانت ناجحة، حيث ناقش الطرفان طرقاً لزيادة التعاون الاقتصادي والعلاقات الثنائية، وذلك في حديثه مع كيليتش كانات بورا ويحيى بوسطان من صحيفة ديلي صباح.

وقال داود أوغلو: "تحدّثنا عن كيفية تطوير مشاريع النّقل مثل بناء جسر فوق إقليم غاليبولي وقطاراً سريعاً بين إسطنبول التركية وسالونيك اليونانية"، مشيراً إلى عزم الدولتين على تقييم إمكانيات كلّ منهما واتّخاذ خطوات تتعلّق بسياسات الطاقة والاستثمار في قطاع السياحة.

كما أشار إلى أنّه عقد محادثات مع الأحزاب المعارضة في البلاد إلى جانب شخصيات حكومية رفيعة المستوى، وقال إنّ تركيا شهدت ظروفاً صعبة كالّتي تمرّ بها اليونان حينما وصل حزب العدالة والتنمية AK Party إلى السلطة، لكنّ المنظور السياسي في تركيا قد رُسِم تماشياً مع مطالب الشعب التركي.

وأضاف رئيس الوزراء: "أنصح اليونان بجديّة إلى النّظر إلى ما يمكن للشخصيات السياسية أن تقدّمه للشعب إذا أرادت أن تكون دولة اليونان قوية". وبالنّسبة إلى النّزاع حول قبرص، قال داود أوغلو إنّ الدّولتين اتّفقتا على صيغة مشتركة لإعادة إحياء محادثات السلام المتوقّفة تماشياً مع حصّة الموارد الطبيعية في الجزيرة.

وفي إطار تأكيده على أهمية الزيارة، قال داود أوغلو: "لا يمكن بالطبع حسم هذه القضايا في وقت واحد، ولكن هناك إرادة مشتركة لدى الطرفين للمضيّ بالمحادثات قدماً تجاه أجندة إيجابية".

كما كشف داود أوغلو عن دعوة تركيا إلى تخطيط شامل لتسريع المفاوضات حول إعادة توحيد جزيرة قبرص تأسيس حكومة جديدة بعد إعادة التّوحيد، الأمر الذي من شأنه أن يفتح المجال لمزيد من المسح والبحوث حول الموارد الطبيعية للجزيرة. وأضاف أنّه في حال حدوث تأخير في إعادة توحيد الجزيرة، فإنّ من الممكن تأسيس لجنة مشتركة من قبل اليونان وتركيا للإشراف على البحوث حول عمليات الحفر في البحر.

وقال: "كلا الطّرفين يدرك أنّ من غير الممكن الحفر وإدارة الموارد من قبل طرف واحد. نحن نشهد الآن فرصة للتفاوض حول كيفية إجراء هذه الدراسات وينبغي أن تتعاون كلّ من تركيا واليونان". وأضاف داود أوغلو: "يوجد على جدول الأعمال حلّ تقريبي، ولكن اسمحوا لي أن لا أذكره الآن. في الأيام المقبلة، سيكون هناك اجتماع بشأن القضية".

ولدى سؤاله عن مزاعم بشأن وجود خلاف بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، رفض رئيس الوزراء هذه المزاعم قائلاً: "إنّ وجود مثل هذه المزاعم أمر متوقّع لأنّ هناك جهوداً جارية لإيجاد شقاق في صفوف حزب العدالة والتنمية بعد مظاهرات غيزي بارك".

واتّهم داود أوغلو بعض الدّوائر بمحاولة خلق وضع فوضوي في صفوف حزب العدالة والتنمية، مؤكّداً معرفته القويّة بأردوغان وقائلاً إنّهما تغلّبا على ظروف صعبة في الماضي وأنّ لديهما حصانة ضدّ مزاعم الذين يودّون رؤية انقسام بينهم. كما تحدّث عن موقفي تركيا والولايات المتحدة تجاه نظام بشار الأسد والحرب الأهلية السورية. وقال إنّ الدولتين منخرطتان في مفاوضات حول الأسد ومضيفاً أنّ الاختلاف قد انحسر بين الدّولتين، حيث يتمّ تفهّم مخاوف تركيا تدريجياً. مضيفاً أنّ كون كلا الدّولتين متّفقتان على القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أمرٌ ليس كافياً لإيجاد الاستقرار في سوريا المضطربة، ولذلك تجب إزالة عنف نظام الأسد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!