مليح ألتينوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ مطلع القرن الماضي وآل بارزاني يناضلون في الميدان من أجل الاستقلال. وفي الحقيقة، هم كانوا في الأساس موجودين فعليًّا في الموقع الذي يشغلونه اليوم في الدولة الفدرالية رسميًّا. 

فمنطقة الحكم الذاتي التي تشمل ثلاث محافظات وعاصمتها أربيل، تأسست في شمال العراق بموجب اتفاقية موقعة بين صدام حسين ومصطفى بارزاني عام 1970.

تمتلك المنطقة برلمانًا محليًّا خاصًّا بها، ولديها ممثلون في البرلمان المركزي، بل إن العراق اعترف بالكردية لغة رسمية ثانية في البلاد.

تزعزع التوازن الذي كان قائمًا في مطلع تسعينات القرن الماضي مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية. وكان لجلال طالباني المنافس اليساري لبارزاني دور كبير في ذلك. 

وعقب فرض الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حظرًا جويًّا في منطقة شمال العراق، حقق بارزاني في 4 يوليو/ تموز 1992 رسميًّا الاستقلال الذاتي الذي كان قد أعلنه كأمر واقع في أكتوبر 1991.

وفي أعقاب إطاحة الولايات المتحدة بنظام صدام حسين في العراق واحتلالها للبلد، أُعيد توزيع الأوراق مع إقرار الدستور العراقي الجديد عام 2005.

مصير كركوك وبقية المناطق "المتنازع عليها" كان من المفترض أن يحدده استفتاء يُجرى حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2007 كحد أقصى. بيد أن الاستفتاء المذكور لم يجرِ حتى اليوم.

 وبعد مرور سنين يعود بارزاني اليوم إلى مسرح الأحداث مرة أخرى من أجل تحقيق "الفكرة العظيمة"، وإجراء استفتاء من جديد على انفصال الإقليم مطلع الأسبوع القادم.

أعلنت الولايات المتحدة مرات عديدة معارضتها للاستفتاء.

بدورها، تعارض بريطانيا الاستفتاء بدعوى أنه سوف يجعل التوازنات في المنطقة تميل لصالح التنظيمات الإرهابية.

ولا تختلف ردود الأفعال الصادرة عن بلدان الاتحاد الأوروبي كفرنسا.

كما أن إسبانيا، التي تحدثت عن تدخل عسكري لمنع استفتاء استقلال كاتالونيا عنها، أعلنت أنها تعارض استفتاء بارزاني.

وبالعودة إلى المنطقة، من المعروف أن جميع الأطياف السياسية تقريبًا في تركيا تعارض الاستفتاء.

الموقف نفسه تتخذه جارتنا إيران..

والمنظمات الإقليمية أيضًا تعارض..

حتى رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، وجه من محبسه خطابًا إلى بارزاني، أبدى فيه تحفظات على الاستفتاء.

إسرائيل فقط تقف إلى جانب بارزاني.

فهل يحل الربيع إذا تفتحت زهرة واحدة؟ لا أعتقد...

في هذه الحالة، أمام بارزاني بديلين واقعيين

1- تأجيل الاستفتاء من جديد

2- وضع نتائج الاستفتاء على الرف في حال تصويت الناخبين بـ "نعم"، بهدف استخدمها أساسًا لاستفتاء يُجرى في وقت لاحق.

نتابع الوضع بترقب.

ومهمة بارزاني عسيرة حقًّا..

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس