زاوو كراييف - صحيفة سفابودنايا براسا الروسية - ترجمة وتحرير ترك برس

منذ أيام، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور الدورة الثانية والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن هذه الدورة تعد حدثا بالغ الأهمية على مستوى السياسة الدولية، إلا أنه يبدو أن أن زيارة الرئيس التركي للولايات المتحدة تخفي في طياتها سببا آخر.

في الواقع، يحتاج أردوغان إلى نظيره دونالد ترامب. فعلى خلفية الأزمة التي تشوب العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، تمثل واشنطن فرصة تركيا الوحيدة في سبيل تعزيز مكانتها في صفوف "العائلة الأوروبية" التي تخضع لقيادة ألمانيا.

وتجدر الإشارة إلى أن اتفاق أردوغان مع نظيره الأمريكي، يعتمد على مصالح الطرفين، كما يطرح من جديد مسألة استئناف المفاوضات حول إدماج تركيا في الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار، تمت الإشارة إلى بعض النوايا المتعلقة بعلاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي هذا السياق، يذكر أنه في حال استمرت العلاقات بين أنقرة وبروكسل على هذا النحو، قد تتكفل أنقرة باختيار شكل جديد للعلاقات. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير على الأزمة السياسية بين بروكسل وأنقرة.

في سياق آخر، تتجاهل واشنطن بشكل كبير مصالح حلفائها في حلف شمال الأطلسي. وفي وقت سابق، أكد أردوغان قائلا: "بينما لا يمكننا شراء أسلحة من الولايات المتحدة، تعطيها للإرهابيين في سوريا مجانا". والجدير بالذكر، أن أردوغان يقصد التعاون بين البنتاغون والقوات الكردية (التي تعدها الحكومة التركية فرعًا لتنظيم بي كي كي) التي تقاتل تنظيم الدولة في سوريا.

من جهة أخرى، خلال شهر أيار/ مايو من هذه السنة، اتهمت القيادة الأمريكية الأمن الشخصي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقيامه بانتهاكات وقمع لمسيرة مناهضة لزيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من ذلك، قد يتمكن أردوغان من إقناع ترامب بالمساهمة في تسوية الأزمة التركية الأوروبية. وفي هذا الصدد، حاولنا معرفة ما تفكر فيه المعارضة التركية، التي غالبا ما تحمل وجهات نظر مؤيدة لأوروبا، لذا سنتحاور مع رئيس أحد فروع حزب الشعب الجمهوري في تركيا "جنكيز يونلو".

الصحيفة: ما هي المواضيع التي سيتناولها أردوغان عند لقائه بترامب؟

في الحقيقة، أظن أن أردوغان سيتحدث حول الكثير من المسائل. فهو يسعى دائما لإظهار نفسه كزعيم عظيم ورئيس مستقل. لذلك، سيكون حديثه مع ترامب الند للند. كما لن أتفاجأ إذا ما لام الرئيس التركي نظيره الأمريكي. على العموم، يحاول أردوغان زيادة الاهتمام بمشاكل سوريا والعراق ناهيك عن قضايا كوريا الشمالية.

الصحيفة: يبدو أن الجميع تقريبا يشعرون بالقلق إزاء ذلك. كما أن الكثيرين يشعرون بالقلق من وصول الأسلحة الأمريكية في سوريا إلى حزب العمال الكردستاني.

في الحقيقة، أعتقد أن التحاور مع ترامب لا يعدّ أمرا ضروريا خاصة وأنه لن يفضي إلى شيء جديد. فترامب، شخص تتأثر مواقفه إلى حد كبير بمواقف الطرف المقابل. وفي هذا السياق، اتهام ترامب بأمر ما قد يجعل الولايات المتحدة تتوقف عن دعم تركيا. وتجدر الإشارة إلى أن تركيا بحاجة لتحسين علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن.

الصحيفة: كيف يمكن لأردوغان إقناع ترامب بمساعدته؟

في الحقيقة، لست متأكدا من مدى عزم أردوغان على القيام بذلك، إذ أنه يبحث عن مصالح بلاده بين ترامب وبوتين. ويبقى السؤال المطروح هنا: إلى أي مدى تعتبر تركيا قوة عظمى؟ ولماذا يعدّ الاتحاد الأوروبي في حاجة إلى تركيا؟

الصحيفة: ولكن، هل هنالك إمكانية لذلك (تحقيق مصالح أردوغان مع ترامب وبوتين)؟

بالطبع، لكن ربما علينا أولا تنحية مسألة تسليم غولن جانبًا، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى. ويبدو لي أنه من الضروري أن تقدم لنا الولايات المتحدة بعض المساعدة، حتى يتاح لها المعاملة بالمثل. فكما هو معروف، تتمتع تركيا بنفوذ كبير في منطقتها. وتجدر الإشارة إلى أنه من الممكن أن تساعدنا الولايات المتحدة الأمريكية في حل بعض القضايا الهامة.

الصحيفة: فيم تتمثل هذه القضايا؟

أولا، يجب على تركيا اتخاذ موقف واضح فيما يتعلق بإيران. وتجدر الإشارة إلى أن هذا البلد يقوم بسياسة غريبة تؤثر سلبا على مواطني سوريا. وبطبيعة الحال، تؤيد روسيا ذلك، ونظرا لأننا بحاجة إلى التعامل مع روسيا حماية لمصالحنا الخاصة، فإننا نحافظ على اتصال دبلوماسي مع كل من إيران وروسيا.

من جهة أخرى، تنصت روسيا إلى تركيا، كما أن هناك علاقات وطيدة جدا بينهما، في الوقت الراهن. وعلى هذا الأساس، يمكن أن تؤثر تركيا على روسيا فيما يتعلق بسياستها في أوروبا. وفي هذا السياق، أعربت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول أوروبا عن عدم رضاها عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وفي هذا الصدد، تحدث أردوغان سابقا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول هذا الشأن. وبالتالي، من الممكن أن يقنع أردوغان بوتين بمغادرة شبه جزيرة القرم. وبطبيعة الحال، لا تعد هذه  المسألة سهلة ولكنها ممكنة. كما أن نجاح أردوغان في هذه المسألة قد يساعد تركيا على تحقيق مساعيها.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس