ترك برس

ربط سياسيون ومراقبون التوتر الناجم عن أزمة التأشيرات بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية بالاستعدادات التركية المتعلقة بالانتشار العسكري في محافظة إدلب السورية في إطار اتفاق مناطق خفض التوتر بين روسيا وتركيا وإيران.

ومساء الأحد الماضي، أعلنت سفارة الولايات المتحدة في أنقرة تعليق جميع خدمات التأشيرات في مقرها والقنصليات الأميركية في تركيا "باستثناء المهاجرين".

وعلى الفور ردت السفارة التركية في واشنطن على الخطوة الأميركية بإجراء مماثل يتمثل في تعليق إجراءات منح التأشيرات للمواطنين الأمريكيين في مقرها وجميع القنصليات التركية بالولايات المتحدة.

ويأتي التوتر الدبلوماسي بين البلدين، بعد أيام من صدور حكم قضائي تركي بحبس "متين طوبوز" الموظف في القنصلية الأميركية العامة في إسطنبول، بتهم مختلفة بينها "التجسس".

وفي الآونة الأخيرة، ازداد الدعم التركي لتحقيق الاستقرار في إدلب، وهي إحدى المناطق التي كانت تشهد حتى وقت قريب أعنف الاشتباكات بين النظام السوري من جهة، ومجموعات مناهضة له وأخرى تابعة للمعارضة المسلحة من جانب آخر.

وفي تقرير تحليلي نشرته صحيفة "مللي غازيته"، رأى المحلل السياسي التركي "مصطفى قايا"، أن التقارب التركي الإيراني الروسي خلال الفترة الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بمفاوضات أستانة حول سوريا، كانت بمثابة خطوات من شأنها إفشال الخطط الأميركية في المنطقة.

وأضاف: "بعد تقارب روسيا وإيران وتركيا في أستانة، ظهرت احتمالات تغيّر الموازين في المنطقة بشكل يتعارض مع المصالح والخطط الأميركية، وفي الحقيقة يأتي هذا الأمر في مقدمة الأسباب التي تقف وراء أزمة التأشيرات بين أنقرة وواشنطن".

من جهته، أشار رئيس حزب السعادة التركي "تمل قره مولا أوغلو"، في كلمة ألقاها خلال اجتماع للحزب، إلى تزامن أزمة التأشيرات مع انطلاق العملية التركية في إدلب، لافتًا إلى أن هذه التطورات ليست صدفة على الإطلاق.

أمّا الصحفي والمحلل السوري "خورشيد دلي"، فرأى أن معركة تركيا الأساسية هي مع وحدات الحماية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، ومن خلفهما الولايات المتحدة كمشروع إقليمي بالمنطقة.

وفي مقال تحليلي نشرته شبكة الجزيرة القطرية، أضاف دلّي: "بل إن التقارب التركي مع روسيا وإيران يشكل أحد الأسباب لجهة كيفية مواجهة المشروع الكردي/الأميركي في سوريا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!