محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

 من جديد لم يُكشف الستار عن أسرار عملية الاغتيال التي استهدفت الرئيس الأمريكي جون كينيدي في ولاية دالاس يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1963.

الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب أعلن اعتزامه الكشف عن وثائق من خمسة ملايين صفحة حول الاغتيال، لكن الإعلان بقي معلقًا، لأن الدولة العميقة في الولايات المتحدة لم تسمح بالكشف عن 90 بالمئة من الوثائق.

وهكذا يتضح أنه حتى عمليات الاغتيال التي يذهب ضحيتها رئيس البلد، يمكن أن تُنفذ بحرية في بلد الحريات الولايات المتحدة.

بضع دلائل

ومع ذلك، فإن هناك بضع دلائل يمكن استشفافها من الوثائق. على سبيل المثال، هناك صحيفة محلية بريطانية اسمها كامبريدج نيوز تلقت اتصالًا قبل الاغتيال بفترة قصيرة من مجهول قال إن عليها الاستعداد لخبر شديد الأهمية بخصوص أمريكا..

وعلى غرار ذلك، رغم إصدار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية آنذاك إدغار هوفر تعليمات بحماية أوزوالد (قاتل كينيدي) عقب تلقيه بلاغًا، إلا أن تعليماته لم تُطبق، وقُتل أوزوالد على يد جاك روبي.

أوزوالد في المكسيك

تقول إحدى الوثائق المعلن عنها إن أوزوالد التقى ضابطًا في الاستخبارات السوفيتية في سفارة موسكو بالمكسيك قبل الاغتيال، وإن الضابط المذكور يعمل في قسم التخريب والاغتيالات.

وتلفت وثيقة أخرى إلى قلق موسكو الشديد من احتمال أن يرمي جنرال أمريكي غير مسؤول صاروخًا على الاتحاد السوفيتي عقب اغتيال كينيدي.

السيناريوهات تصبح حقيقة

الولايات المتحدة بلد يتجسد فيه كل سيناريو تعالجه هوليود، في الحياة الحقيقية.. وهي أيضًا بلد يُقتل فيه رئيس مميز مثل كينيدي، كما سبق واغتيل لينكولن، أحد أهم رؤسائه.. وعقب هجوم إرهابي مفترض استهدف هذا البلد تم احتلال العراق وأفغانستان بذريعة الهجوم.

لكن هناك ظلال من الشك تخيم على الهجوم الذي استهدف برجي التجارة العالمية، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لعملية اغتيال كينيدي.

على الأمريكان أن يتفهموا موقفنا

في ظل هذه الحقائق، هل من الممكن أن نتقبل رفض مسؤولي الولايات المتحدة محاولتنا فهم ما تورط به بعض الموظفين في القنصلية الأمريكية بإسطنبول، وإثارة واشنطن أزمة التأشيرة؟

ماذا لو كان هؤلاء الموظفون متورطون حقًّا في أحداث منتزه غيزي والمحاولة الانقلابية الفاشلة؟

هل ينبغي علينا أن نحذو حذو الأمريكان في قضية اغتيال كينيدي، ونرخي بستار على ما اقترفه الموظفون المذكورن؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس