حكمت غنتش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

من اليمن ينطلق صاروخ باليستي (!) باتجاه الرياض، وتبدأ العملية في أعقابه.. (بمعنى أن هناك صواريخ باليستية في اليمن الذي يعاني من الحرب الداخلية والجوع!!).
عقب الحادث، ومع حلول منتصف الليل، تبدأ لجنة يترأسها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التحرك، ويتم اعتقال أكثر من عشرة أمراء وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين ورجال الأعمال بدعوى الفساد...

من بين الموقوفين شخصيات هامة في أمن وقيادة المملكة كوزير الحرس الوطني، وقائد القوات البحرية، إضافة إلى:

بكر بن لادن رئيس شركة بن لادن للبناء، ووليد الإبراهيم مالك مجموعة إم بي سي  الإعلامية، وصالح كامل صاحب شبكات إيه آر تي الإعلامية ، ورجل الأعمال محمد العمودي.

إلى جانب الملياردير الوليد بن طلال (وهو أمير في الوقت نفسه)...

مجموع رؤوس أموال رجال الأعمال هؤلاء يتجاوز 150 مليار دولار...

ألقي القبض على كل هؤلاء في ليلة واحدة بدعوى الفساد، وجُمدت أرصدتهم.. كل ذلك تم من خلال عملية أطلقها ولي العهد الذي أعلن أن السعودية ستنتقل إلى الإسلام المعتدل.. والعجيب في الأمر أن رجال الأعمال الموقوفين هم إسلاميون معتدلون!..

لننظر إلى المشهد بشكل عام: تشكل فراغ في السلطة في سوريا والعراق بسبب الحرب الداخلية.. الدولة التي سعت الولايات المتحدة لتأسيسها لحزب العمال الكردستاني على طول الحدود الجنوبية لتركيا ترمي لتوفير أمن إسرائيل.. لكن كان من الواجب ضبط بلدان شبه الجزيرة العربية التي تملك أكبر احتياطي للنفط والغاز الطبيعي في العالم، وفي الوقت نفسه شعوبها مناهضة لأمريكا ومعادية لإسرائيل...

كانت السعودية أول بلد يزوره دونالد ترامب بعد أن أصبح رئيسًا للولايات المتحدة (تحالف الكرة الزجاجية المقدسة بين ترامب والملك سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي). ومن السعودية توجه ترامب إلى إسرائيل...

في أعقاب ذلك مباشرة اندلعت أزمة الخليج، وانقضت السعودية والإمارات على قطر (أكبر منتج للغاز المسيّل في العالم، تليها الولايات المتحدة).

بيد أنهم لم يتمكنوا من قهر قطر، التي حصلت على دعم تركيا... وبالنتيجة بدأ العمل من أجل إقامة توازن جديد في الشرق الأوسط على يد الولايات المتحدة وإسرائيل (جميع المشاريع في الشرق الأوسط تُنفذ من أجل أمن ومستقبل إسرائيل).

الهدف من مشروع "الإسلام المعتدل" هو جعل العرب المناهضين لأمريكا والمعادين لإسرائيل "معتدلين"... وإن لم ينجح المشروع (وهم يعلمون أنه لن ينجح) سيندلع الاقتتال في الخليج، وهذا ما يريدونه...

لم يستطيعوا قهر قطر، لكنهم تمكنوا من حل مشكلة رأس المال بفضل رجال الأعمال السعوديين، الذين صادروا أموالهم...

فهل اتضح الآن لماذا كانت أول زيارة خارجية لترامب إلى السعودية ثم إسرائيل؟

وهل أدركتم ماذا تعني تلك الكرة الزجاجية السحرية؟

عن الكاتب

حكمت غينتش

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس