الأناضول

شارك رئيس الوزرء التركي "أحمد داود أوغلو"، مساء أمس الأربعاء، في احتفالية "شبِ عروس"، وتعني ليلة العرس باللغة الفارسية، التي تنظمها تركيا في هذا التوقيت من كل عام على 10 أيام، تنتهي في الـ17 من كانون الأول/ديسمبر الجاري، احتفالا بالذكرى الـ 741 لوفاة كبير المتصوفين في العالم الإسلامي، جلال الدين الرومي، المعروف بـ"مولانا".  

وألقى رئيس الحكومة التركية كلمة في هذه المناسبة أعرب من خلالها عن تمنيه بأن تكون هذه المناسبة سببا في التلاقي والتضامن بين كافة أطياف الشعب التركي في مختلف مناحي الحياة، مشيداً بالقيم الأخلاقية الكبيرة التي احتوت عليها مؤلفات وأثار "جلال الدين الرمي"، ودورها في تهذيب النفوس ووضعها على الطريق السوي، بحسب قوله. وشدد على أهمية "الرومي" بالنسة للأمة التركية

وذكر "داود أوغلو" أنهم سيقفون بالمرصاد لكل من يحاولون شق الصف بين الدولة والشعب، لافتا إلى أن مفاهيم فلسفة "جلال الدين الرومي" تعتبر بالنسبة لهم نموذجا يحتذون به في كافة شؤون الدول ولا سيما في السياسة الخارجية المبينة على التسامح والوقوف بجانب المظلومين في كل مكان.  

وأوضح أن "مولانا قد صورالعدالة على أنها بمثابة ري شجرة الفاكهة بالماء، أما الظلم فصوره على أنه ري شجر الشوك الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، بالماء أيضا، وذكر أن من يريدون تحقيق العدالة يجب أن يكون ظاهرهم مثل داخلهم". 

ومولانا جلال الدين الرومي، من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وكتب كثيرًا من الأشعار، وأسس للمذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات الآلاف من أبيات الشعر عن العشق والفلسفة.

ولد الرومي في مدينة بلخ بخراسان، في 30 أيلول/سبتمبر 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم، استقر في قونيا حتى وفاته في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273، بعد أن تنقل طالبًا العلم في عدد من المدن أهمها دمشق.

وتأثر جلال الدين الرومى، بـ"شمس الدين التبريزي"، الذي تلقى العلم على يديه، كما أثر فيه الشاعر الفارسي "فريد الدين العطار"، الذي أهداه نسخة من ديوانه "أسرار نامة" والذي يعني "كتاب الأسرار"، كما تتلمذ فترة على يد المتصوف العربي الشهير، "محي الدين بن عربي".

وكان جلال الدين الرومى مثالًا عظيمًا للتسامح، متّبعًا تعاليم الدين، وأُحيط بأشخاص من الديانات والملل الأخرى، وضرب مثاًلا للتسامح معهم، وتقبلًا لآرائهم وأفكارهم، وكان كل من يتبع مذهبه يرى أن كل الديانات خير وكلها حقيقية.

ويصادف اليوم وفاة الرومي في مدينة قونيا، وفي كل عام تقام احتفالات تمتد لعشرة أيام إحياءً لذكرى وفاة الرومي، فيما يعرف "شبِ عروس" أي ليلة العرس بالفارسية، والتي كان ينتظرها الرومي ليعود إلى الذات الإلهية وفق منظور تصوفي.

وإلى جانب رئيس الوزراء وعقيلته "سارة داود أوغلو" شارك في الاحتفالية كل من الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وعقيلته "أمينة أردوغان"، والنائب الأول لرئيس جمهورية "زانزيبار" "سيف شريف حماد"، ورئيس وزراء تشاد "كالزوبو باهيمي ديبو"، فضلًا عن زعيم المعارضة التركية "كمال قلجدار أوغلو" إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى في البلاد، وأعداد غفيرة من المواطنين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!