ترك برس

بعد قطيعة سياسية ودبلوماسية لم تدم سوى مدة قصيرة بين تركيا وروسيا، استؤنفت العلاقات بين البلدين، وتوجت بزيارات متبادلة على أعلى مستويات القيادة كان آخرها قمة سوتشي بين الرئيسين التركي والروسي. وفي هذا الصدد يرى عدد من المحللين الأتراك أن هذه القمة الأخيرة تكشف أن الجروح القديمة بين البلدين قد التأمت، وأن العلاقات الثنائية على وشك الوصول إلى مستويات جديدة، مشيرين لصفقة شراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسي إس 400، ومشروع أك كويو للطاقة النووية.

وقال الصحفي التركي، جينك باشلاميش، لـ "سبوتنيك تورك" إن محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تموز/ يوليو العام الماضي، ومفاوضات أستانا للسلام في سوريا، والاتفاق على  شراء أنقرة صواريخ S-400 لعبت دورا كبيرا في الجمع بين تركيا وروسيا.

وعلق باشلاميش على قمة سوتشي الأخيرة بأنه في السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية، استبدل بمفهوم "زيارة العمل" تدريجيا مصطلح "الزيارة الرسمية" في العلاقات الروسية التركية. وقد نحت هذه اللقاءات الشكليات وركزت أساسا على النتائج فى المفاوضات.

وأكد الصحفي التركي أن هناك علاقات ودية ومخلصة وكذلك "كيمياء" خاصة بين أردوغان وبوتين منذ أكثر من 13 عاما، مضيفا أنه بصرف النظر عن فترة الأزمة القصيرة نسبيا التي اندلعت في أعقاب إسقاط المقاتلة الروسية سوخوي 24، فإنه يمكن القول إن هذه العلاقات قد صمدت من البداية وحتى اليوم.

ونوه باشلاميش إلى أنه بعد محاولة الانقلاب في تركيا، توترت العلاقات بين أنقرة والدول الغربية، وفي المقابل استؤنفت في نفس الوقت عملية التعاون النشط بين أنقرة وموسكو، حيث كان بوتين من بين الذين قدموا الدعم الفوري لأنقرة بعد محاولة الانقلاب.

وأشار باشلاميش إلى أنه قد يكون من السابق لأوانه القول إن العلاقة وصلت إلى مستوى أعلى مما كان عليه قبل الأزمة، ولكن مقارنة الحالة التي كانت عليها العلاقات في نهاية عام 2015 والوضع الراهن، يظهر إن البلدين قاما بعمل عظيم خلال العامين الماضيين.

وعلى النقيض من باشلاميش، يعتقد المشرع التركي وعضو لجنة التخطيط والموازنة في البرلمان، نجاة كوتشير، أن الاجتماعات المتكررة بين رئيسي البلدين تبين أن العلاقة الروسية التركية وصلت إلى آفاق جديدة.

وقال كوتشير: "من المفارقات أن الأزمة التى تمكنت روسيا وتركيا من التغلب عليها ساهمت فى تحسين العلاقات بين الزعيمين." وأضاف: "لقد مررنا بفترة صعبة، لكننا نشهد حاليا عملية إيجابية سريعة التطور في العلاقات الثنائية."

ووفقا لكوتشير فإن جميع الأمور مهيأة لأنقرة وموسكو لتحقيق حلمهما بالوصول بحجم التجارة إلى 100 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى أن هذه القضية كانت من بين المحاور التي تناولتها القمة الأخيرة بين الرئيسين.

ويعتقد السياسي التركي أن تطوير علاقات منفعة متبادلة بين البلدين دون وضع شروط مسبقة وتعزيز العلاقات التجارية على أساس حماية واحترام المصالح المشتركة لهما أهمية كبرى لكل من تركيا وروسيا.

كما أكد كوتشير على الشراكة الروسية التركية في البحر الأسود، وشدد على ضرورة التعاون الوثيق بين موسكو وأنقرة في المنطقة.

وأضاف أن "كل هذا يشير إلى أن العلاقات التركية الروسية لديها جميع الشروط المسبقة للدخول إلى مستوى جديد نوعيا من التنمية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!