ترك برس

يخضع قصر طوبكابي (Topkapı Sarayı)، أحد أشهر معالم مدينة إسطنبول الذي استضاف السلاطين العثمانيين عندما كانت المدينة عاصمة الدولة العثمانية، إلى أكبر عملية ترميم شاملة في تاريخه.

تُقدّر تكلفة عملية الترميم بنحو 220 مليون ليرة تركية (تُعادل 56.4 مليون دولار تقريبًا)، وتُعد جزءًا من عملية ترميم تدريجية خضع لها القصر في السنوات العشر الماضية.

وأشار مسؤولون إلى أن العمال يستخدمون في عملية الترميم مطارق صغيرة الحجم بدلًا من المطارق الثقيلة، بهدف تجنب إلحاق الضرر بحجارة القصر الحسّاسة.

بُنِيَ قصر طوبكابي في عام 1478 بناء على أوامر السلطان محمد الثاني، المعروف بمحمد الفاتح، بعد 25 عامًا من فتحه مدينة إسطنبول. وقد استُخدِم كقصر رئيسي للسلاطين العثمانيين 540 سنة قبل تحوّل السلاطين إلى قصور أخرى في الأيام الأخيرة من عهد الدولة.

وتقول السلطات التركية إن المشروع هو أكبر مشروع ترميم في تاريخ القصر، وتأمل بأن يُكمل المشروع التاريخ المجيد لقصر طوبكابي الذي يُستخدم حاليًا كمتحف يجذب الزوار من أنحاء العالم بمجموعته الفريدة من الآثار العثمانية.

ويعمل نحو 500 عامل وخبير في الآثار في 18 قسمًا مختلفًا للقصر المترامي الأطراف والمُشرِف على بحر مرمرة. ويُغطي العمل مساحة 340 ألف متر مربع.

وفي حديث لوكالة إخلاص التركية للأنباء، قالت عائشة أردوغدو مديرة المتحف إن عملية الترميم تهدف إلى زيادة فعالية القصر وإظهار مزيد من الأقسام للزوار. وأضافت: "كان القصر الأصلي يغطي مساحة 700 ألف متر مربع. وقبل أكثر من عقد من الزمان، تم ضم بعض الهياكل التي كانت تابعة للقصر ضمن حدود المتحف".

إحدى الأقسام التي ستفتح أمام الزوار هي مستودعات عسكرية تعود إلى عهد السلطان عبد العزيز الذي حكم البلاد بين عامي 1861 و1876. أشارت أردوغدو إلى أن مجموعات الآثار في قصر فاتح ستعود إلى العرض بعد عملية الترميم، في حين أن جناح "سفرلي" في لاقصر سيستضيف ملابس السلاطين. وقد تم فتح عدد من مطابخ القصر أمام الزوار، لكن مساحة أكبر ستُخصّص للزوار بحلول نهاية العام.

وقالت أردوغدو إنّه تم كذلك إكمال ترميم المكتبة، وأضافت: "كما نعمل على تعزيز الهياكل والبنى التحتية". وقد أكدت السلطات في وقت سابق بأن أحد سرادقات القصر كان مهددًا بالانهيار بسبب شقوق في الحائط، مما أجبر السلطات على إغلاق البناء حيث كانت تقع خزينة الدولة العثمانية في يوم من الأيام. ورغم غموض سبب وجود هذه التشققات، إلا أنه يعتقد أن الزلازل التي مرّت بالمنطقة وخاصة زلزال عام 1999 قد تكون المسبب لها.

من جهته، قال رئيس المؤسسة المسؤولة عن الحفاظ على الأبنية التاريخية في إسطنبول سلمان أونلوغيديك إنه على الرغم من أن التشققات في بعض الجدران بطّأت عملية الترميم إلا أن القصر ما زال مفتوحًا أمام الزوار.

واضاف أنّ الهمّ الرئيسي في عملية الترميم هو الحفاظ على الشكل الأصلي للقصر. وقال: "إنّنا نستخدم المواد التي استخدمها العثمانيون لبناء القصر، من الحجارة إلى المكونات الحديدية. هذا ليس قصرًا عاديًا وكان علينا أن نكون شديدي الحذر. أكثر الأدوات إفادة لفريقنا ليست المطارق الثقيلة، وإنّما المطارق الصغيرة التي تزن 250 غرامًا فقط".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!