أردان زنتورك – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

تستمر القوى الإمبريالية في تنفيذ هجماتها من خلال تنظيمين إرهابيين وهما الكيان الموازي وبي كي كي، ومن الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المؤسس والمستخدم المشترك للتنظيمين معا، ويلقون اللوم علينا بمجرد أن نطالب بمغادرة من يقول إنه سيغادر البلاد في حال نشوب حرب ضد أمريكا.

لسنا نحن من بدأ الحرب، بل واجهنا الإعلان عن حرب قد تهيأت ظروفها عبر مئات السنين، وذنبنا الوحيد هو أننا عزمنا على الثبات ولم نهرب من جبهة القتال، ويزعمون أنني أحرّض على الحرب وأدعو من لا يشاركني التفكير إلى مغادرة البلاد.

أما بالنسبة إلى ما أقصده بالفعل فهو أن موعد الحرب قد جاء، ونحن على وشك الدخول في حرب ضد الإمبريالية، نقف حيث وقف عثمان باشا في عهده، ونقاتل ضد المستعمرين الجدد وامتداداتهم، إننا نقف على جبهة القتال، وأين تقفون أنتم؟

لا تتطلب رؤية هذه الحقيقة ضرورة أن يكون الشخص مؤيداً لحزب العدالة والتنمية أو حزب الحركة القومية، إذ يمكن لأي شخص وطني وقومي بصرف النظر عن آرائه السياسية أن يظهر هذا الموقف، إن الصراع ضد الإمبريالية من أجل البقاء ليس مسألة تخص الرئيس أردوغان أو زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشيلي، بل هي قضية وطنية تخص الدولة التركية بأجمعها، المسألة هي "هل أنت مع هذا الصراع أم لا؟"، والفكرة التي كنت أسعى لتوضحيها هي "هل ستأتي من أجل الصراع ضد الإمبريالية من دون اللجوء إلى المناورات السياسية والكلمات التي تحمل الكراهية أم لا؟".

تصنيف الفكر الاستعماري

إننا نمر بفترة خاصة رأينا خلالها أن من يتكلم باسم الفكر اليساري ليس يسارياً بل هو حليف الإمبريالية، وأن من يزعم أنه من مؤيدي أتاتورك ليس كذلك بل هو في الحقيقة يخون مصطفى كمال أتاتورك.

لو أن الفكر اليساري موجود في تركيا بالفعل لكان معظم الذين قابلوا الرئيس أردوغان في المطار بعد أن قال لرئيس إسرائيل التي تعتبر رائدة الإمبريالية في الشرق الأوسط "ون مينيت "دقيقة واحدة" يحملون أعلام الفكر اليساري في أيديهم.

لو كان الأشخاص الذين يخوضون الصراع ضد الإمبريالية بمجرد الكلام ويزعمون أنهم من مؤيدي أتاتورك يؤيدون أتاتورك بالفعل لكانوا على الأقل أظهروا موقفاً يشير إلى الحماس تجاه مبادرات أردوغان وباهتشيلي من أجل دولة تركية مستقلة تماماً وثباتهم على موقفهم في محاسبة حلف الناتو على الفضائح الصادرة عنه، لكنهم يفضلون أن يكونوا الجناح اليساري المؤيد لأتاتورك لتنظيم الكيان الموازي وحلفاءً للإمبريالية في أمريكا والاتحاد الأوروبي، إن موقفهم هذا يجعلهم لا يختلفون بشيء عن "سيفيم داغديلين" صاحبة الفكر اليساري في البرلمان الألماني.

البلد والقائد الخارج عن السيطرة

كتب "سيردار تورغوت" أحد زملائي في صحيفة خبر تورك حول أسباب وضع أمريكا لتركيا على لائحة الهدف، وأشار إلى أن الرئيس ترامب الذي أنشأ خط إسرائيل-السعودية بالتنسيق مع سلفه "جيرد كوشنر" يستمر في تنفيذ خطة إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وأنه يصف تركيا وأردوغان بالقوة الخارجة عن السيطرة.

إنه وصف صحيح ودقيق، وهذا هو السبب في وصف الرئيس أردوغان أولاً بـ "القائد الذي لا يمكن توقع قراراته" وثانياً بـ "الديكتاتور"، إذ لا فرق بين اتفاق القوى المتحالفة خلف كواليس محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو والاتفاق الذي وقع بين تل عفيف والرياض، كما لجأت الفرقة المكلّفة باغتيال الرئيس أردوغان في ليلة 15 يوليو إلى الكذب خلال محاكمتهم أمام القضاء وادعاء أنهم كانوا مكلفين بإلقاء القبض على أردوغان حياً، لكن في الحقيقة كانوا يحاولون اغتيال الرئيس أردوغان بناء على الأوامر التي وصلتهم من القوى الإمبريالية.

هذه ليست نظرية تشير إلى مؤامرة، إنما هي حقائق واضحة

سيؤدي استمرار المملكة السعودية في الخيانة التي وقعت بها إلى خسارة القدس إلى الأبد أولاً وإلى تحول مكة والمدينة المنورة إلى ساحة حرب ثانياً، وهل يسمح أهل السنة في الأناضول بوقوع ذلك؟ بالطبع لا.

سيضغطون على تركيا من خلال مكائد أكبر، وينظمون هجمات يؤدي تأثيرها إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية من خلال الأسواق الحرة.

يجب أن تبدأ العمليات في منبج وتل رفعت

إليكم إحدى العبارات الموروثة لنا من مصطفى كمال أتاتورك: "لا يمكن الوصول إلى النصر النهائي دون تنفيذ الهجمة التي ستحقق نتائج مؤكدة"، إنه لا يتحدث عن الدفاع ضد الحصار بل يشير إلى الهجوم من أجل القضاء على من يقيم هذا الحصار.

لقد حان الوقت لتنفيذ العمليات في خط منبج- تل رفعت للقضاء على القوى التي تستعرض قوتها بالاعتماد على الأسلحة الأمريكية، وفي هذا السياق يجب على حلف الناتو تحذير "بروكسل" ودعوتها لسحب قواتها من المنطقة كي لا يقعوا ضحيةً لحوادث أليمة أثناء المعارك.

عن الكاتب

أردان زنتورك

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس