ترك برس

أكّد تقرير في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن تركيا ساهمت، منذ سنة 2005، في إعادة تأهيل العديد من المنازل والمحلات التجارية والمباني الدينية داخل البلدة القديمة في القدس والأحياء المحيطة بها.

التقرير الذي أعده الكاتب سيريي لويس، تحدث عن الدور الفريد الذي لعبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ سنوات في تعزيز الوجود العربي والإسلامي بالقدس، وفق صحيفة "عربي21".

وذكرت أن العديد من الفلسطينيين، وخاصة سكان القدس، لا يثقون إلا في الرئيس التركي، على غرار عماد أبو خديجة، وهو تاجر فلسطيني، الذي أكد أنه "لولا دعم أردوغان ومساعدة شعبه، لما تمكنت من إعادة إعمار متجري".

وأردف عماد أبو خديجة أن عائلته "لم تكن تملك الموارد الكافية لإصلاح المتجر"، وبعد سنوات عديدة من "طلب يد المساعدة من قبل بلدان الخليج العربي والسلطة الفلسطينية، فقد الجميع الأمل".

لكن، في سنة 2012، عملت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) على مد يد المساعدة لهؤلاء الفلسطينيين، ومكنتهم من ترميم متجرهم بعد أن غرق تحت جبل من الرمال والأنقاض.

وأفادت الصحيفة أن وكالة التعاون والتنسيق التركية بدأت العمل في القدس منذ سنة 2005. وقد مولت هذه الجهة عملية ترميم ساحات المساجد، وخاصة الهلال الذهبي الموجود فوق قبة الصخرة، والخزف الذي يزين قبة السلسلة.

من جانب آخر، كان لإحدى أشهر المقابر الإسلامية في القدس، وهي مقبرة باب الرحمة المحاذية للجدار الشرقي لسور الحرم، نصيب من الإصلاحات التركية في هذه المنطقة.

علاوة على ذلك، ناقشت تركيا مع المملكة الأردنية، موضوع تجديد المتحف القديم للمسجد الأقصى.

ونقلت الصحيفة على لسان رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، أن "أنقرة لعبت دورا لا مثيل له خلال العقود الماضية، في تعزيز الوجود العربي والإسلامي في القدس".

وكشفت الصحيفة أن دبلوماسيا تركيا أكد أن "سياسة أنقرة في القدس، التي يحفزها التقارب الثقافي والتاريخي القوي بين البلدين، تتماشى تماما مع أهداف المجتمع الدولي.

بالإضافة إلى ذلك، شأنها شأن العديد من البلدان الأوروبية، تعمل أنقرة على تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للفلسطينيين في القدس الشرقية". وحسب رأيه، "تعد هذه الإستراتيجية خطوة لا غنى عنها من أجل الحفاظ على مساعي حل الدولتين في فلسطين".

وأوردت أن التاجر الفلسطيني، أبو خديجة قد أعرب عن أسفه لمحدودية الموارد المتاحة من أجل ترميم العديد من المواقع الأثرية، خاصة البيزنطية منها. وفي هذا الصدد، بين أبو خديجة أن "الأولوية القصوى لعمليات الترميم تتمثل في إنقاذ تراث العهد الصليبي وعهد المماليك في فلسطين".

وفي ظل حالة التأهب، أكد هذا المواطن الفلسطيني أنه "نادرا ما أغادر محلي التجاري خوفا من أن يقتحمه الإسرائيليون في غيابي".

علاوة على ذلك، أكد أبو خديجة أنه قد عرض عليه مبلغ 24 مليون دولار من أجل بيع المتجر، في حين لا يمر أسبوع دون أن يقترح عليه إسرائيلي بيع مورد رزقه.

وبينت الصحيفة أن أبا خديجة والعديد من جيرانه أعربوا عن "خيبة أملهم إزاء ردود فعل الدول العربية الخجولة بعد الاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس".

من جهة أخرى، أكد هؤلاء الفلسطينيون أنهم يتوقعون الكثير من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأضاف التاجر أن "الفلسطينيين يثقون في أردوغان من أجل ردع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب".

وأضافت أن العديد من الفلسطينيين عبروا عن مدى وامتنانهم وتقديرهم للموقف والرد التركي على قرار ترامب حول القدس، الذي يعد سابقة من نوعها.

فضلا عن ذلك، جعل الخطاب شديد اللهجة الذي وجهه أردوغان إلى إسرائيل، القائد التركي يظهر في صورة "بطل الوجود الإسلامي في القدس".

وأكدت أن السلطات الإسرائيلية تراقب من جهتها عن كثب الدعم التركي للقدس. وعلى خلفية انزعاج إسرائيل من خطاب الرئيس التركي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن "زمن الإمبراطورية العثمانية قد ولى".

من جانبه، يرى الباحث في مركز القدس للشؤون العامة، بنحاس عنباري، أن "جهود أنقرة، تعتبر بمثابة خطوة تدعم طموحات أردوغان الإقليمية".

وفي الختام، قالت الصحيفة إن الجهات التركية قد شددت على أن الادعاءات القائلة إن تركيا تسعى من خلال سياسة التعاون في القدس إلى التفوق أمام دول إسلامية أخرى مثل الأردن، يعد اتهاما سخيفا لأنقرة.

ففي الواقع، يتمثل هدف تركيا الوحيد، في مساعدة الفلسطينيين في جل مناطق المدينة العزيزة على قلبها.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!