ترك برس

تعقيبا على القمة الإسلامية التي اختتمت أول أمس في إسطنبول، نشرت صحيفة معاريف مقالا لجادي حيطمان أستاذ دراسات الشرق الأوسط، رأى فيه أن الرئيس التركي أردوغان يقرأ خريطة الشرق الأوسط، ويعلم جيدا أن زعماء الدول العربية لا يهرعون إلى الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، وأن "شجبهم وإدانتهم لقرار ترامب ليس إلا ثرثرة".

وفي مقال بعنوان "أين اختفت الدول العربية" تساءل حيطمان: لماذا طلب أردوغان عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في أعقاب إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل؟ ويجيب بأن أردوغان أقدم على ذلك لا لأنه الرئيس الحالي للمنظمة، بل لأنه يقرأ جيدا خريطة الشرق الأوسط، ويرى أن القادة العرب لن يقفوا إلى جانب الفلسطينيين.

وأضاف: "صحيح أن القادة العرب شجبوا وأدانوا إعلان ترامب، وقالوا إنه إعلان خطير وإنهم لن يتخلوا عن القدس، ولكن أردوغان ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يعرفون جيدا أن هذا مجرد ثرثرة."

وأوضح حيطمان الأسباب التي تدعو القادة العرب لعدم الاهتمام بمسألة القدس، فقال إن نظرة خاطفة على الوضع تكشف أن رياحا جديدة تهب على كثير من الدول العربية، فهناك الانقسام السني الشيعي الموجود في المنطقة تقليديا وتعاظم مع اندلاع الربيع العربي، ووجود الإرهاب العالمي الذي يهدد بضرب كل من لا يؤمن بأفكاره، وتغير أولويات دول القومية العربية.

ويشير الكاتب في هذا الصدد إلى الدعوة التي وجهها رئيس الأركان الإسرائيلي جابي أيزنكوت إلى السعودية للتعاون الاستخباراتي لمواجهة إيران في مقابلة مع موقع إيلاف السعودي. ويعلق على ذلك بأن أيزنكوت ما كان ليوجه هذه الدعوة إلا لأنه يعرف جيدا أنه سيلقى آذانا صاغية في الرياض، وهو ما يعرفه أردوغان وعباس أيضا.

وخلص الكاتب الإسرائيلي إلى أن  دعوة أيزنكوت إلى جانب زيارة وفد بحريني إلى إسرائيلي حاملا رسالة سلام من ملك البحرين، تعد إشارات على تغيير يتجلى في إعادة النظر في شكل العلاقات مع إسرائيل في عواصم عربية أخرى، وتعبير واضح عن اتجاه في أوساط السلطة والنخب في كثير من الدول العربية التي لم تعد ترى في حل القضية الفلسطينية شرطا ضروريا للتطبيع مع إسرائيل.

أين اختفت الدول العربية

وتحت العنوان نفسه، كتب محلل الشؤون العربية، يوني بن مناحم، إن الشارع الفلسطيني غاضب من الدول العربية التي ظهرت ضعيفة ولم تتصرف بحزم في مواجهة الولايات المتحدة لكي تلغي إعلان ترامب.

وأضاف أن الاتجاه السائد في الشارع الفلسطيني هو أن الدول العربية "باعت" الفلسطينيين من أجل مصالحها الخاصة ومن أجل الحصول على مساعدات أمريكية وإسرائيلية في الحرب على داعش ومواجهة الخطر المتزايد من إيران، وأن ما يهم الحكام العرب هو الحفاظ على مقاعدهم في السلطة وليس مصير الفلسطينيين أو مستقبل القدس.

وتابع بالقول إن الدول العربية اكتفت بإدانة إعلان ترامب حول القدس، والتحذير من أن هذا الإجراء خطير، لكنها  في الواقع تخفي رؤوسها في الرمال وتنتظر أن تهدأ موجة الاحتجاجات الشعبية في العالم العربي وتمر.

ورأى الكاتب أن الأنظمة العربية تسمح للجماهير في بلادها بالتعبير عن سخطها من قرار ترامب لمجرد التنفيس عن  الغضب، ولكن أجهزة الأمن العربية تحرس السفارات الأجنبية وجميع منشآت الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، خوفا من تعرضها لأذى.

ولفت في هذا الصدد إلى أن الرد المصري والسعودي على إعلان ترامب كان منضبطا، إذ أنهما تنتظران اللحظة المناسبة للجمع بين محمود عباس والرئيس ترامب وإحياء العملية السياسية من خلال "صفقة القرن".

ويشير إلى أن تركيا الدولة الإسلامية غير العربية دخلت فراغ أزمة القيادة العربية واستغلته لصالحها، فلدى الرئيس أردوغان طموحات للبروز بوصفه زعيما مسلما قويا على نطاق عالمي، وهو ويهاجم الولايات المتحدة واسرائيل ويتهمها بأنها دولة إرهابية تقتل الشباب والأطفال الفلسطينيين.

اللعب بالورقة الأرمينية ضد تركيا

وفي سياق الحملة على تركيا بسبب موقفها الرافض لإعلان ترامب، ووصفها لإسرائيل بأنها دولة إرهابية، دعت إيميلي مواتي في مقال بصحيفة هآرتس إلى استغلال الأزمة الحالية مع تركيا إلى الاعتراف بما يسمى "مذبحة الأرمن" و"توجيه ضربة إلى الرئيس التركي"، على حد قولها.

وقالت مواتي: "إن إسرائيل الرسمية تجنبت على مدى سنوات الاعتراف "بمذبحة الأرمن" وتكتفي بالإيماءات الفارغة، ولكن أمام نتنياهو فرصة لإنهاء حياته السياسية بهذا القرار الشجاع."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!