ترك برس

لا تزال تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة موضع نقاش منذ صدورها في مطلع الشهر الحالي. حيث صرح للمرة الأولى خلال لقائه مع رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" أنه سيستعيض عن مشروع خط أنابيب "السيل الجنوبي" الذي تقدر قيمته بـ40 مليار دولاربخط جديد يمرعبر تركيا بقيمة 63 مليار مترا مكعبا.   

وأكد بوتين في التصريح أن تغيير وجهة خط الأنابيب إلى تركيا هو الحل الأفضل والأكثر أمنا. في حين يرى الخبراء أن(حمله بوتين) "السيل التركي" سيغير خريطة الطاقة في أوربا.  

سألنا أحد الأخصائيين "كنان ياوز" في قطاع الطاقة عن الحملة الروسية وعن "التيار التركي" و تأثيره على المنطقة. و"كنان ياوز" هو المدير العام للفرع التركي لشركة النفط سوجار الأذربيجانية. وهو أيضا عضو في مجلس الإدارة في بتكين.   

بدأ كنان ياوز" حديثه بأن تصريحات بوتين كانت غير متوقعة من الجانب التركي.....

وقال :

- إن الحصار الاقتصادي الذي طبقته أمريكا وأوربا على روسيا وخفض أسعار النفط دفعت موسكو لعمل حملة جديدة في لعبة الطاقة. وليست هذه هي الحملة الأولى بل إن روسيا قد وقعت إتفاقية مع الصين العام الماضي.

-  تحاول أمريكا المتخبطة في أزمتها أن تتحالف مع أوربا وكانت اتفاقية الشراكة لعابر الأطلسي ثمرة لهذا التحالف. حيث تشكل أمريكا وأوربا جبهة سياسية ضد روسيا وجبهة اقتصادية ضد الصين. فالصين معروفة بأنها قوة عظمى وستحتل المرتبة الأولى في العالم في الصناعة لعام 2050. وأما روسيا فقوتها السياسية معروفة في المنطقة، وفي ضوء هذا تبرز أهمية الطاقة الكبرى المحركة لكل شئ.

-  إنني أرى أن اكتشاف امريكا للغاز الصخري والنفط سيغير من موازين القوى في المستقبل. وستنخفض بهذا تكاليف الطاقة إلى 3 سنت وهذا سيكون له تأثير كبير إذ سيجعل امريكا والمملكة العربية السعودية يتساوون في هذا الأمر. وأعتقد أنه لن يسوء بعد ذلك الوضع الاقتصادي الاميركي بعد ذلك. وهذا سيجعل امريكا تقود العالم من جديد لمئتي عام على الأقل.

- أما الوضع التركي ...بدأت تركيا في الأعوام الأخيرة تلعب دورا هاما في لعبة الطاقة، إذ كانت حلقة الوصل بين العارض والطالب كما في مشاريع شاه دنيز وتاناب والنفط العراقي.

- لقد كان في تفضل بوتين "السيل التركي" على "السيل الجنوبي" منفعة لنركيا وروسيا على حد سواء.فهو استثمار لا يتطلب رأس مال كبير. ولكن حتى الآن لم تتضح معالم مشروع السيل التركي. يجب الانتظار بعض الوقت، يوجد حوله الكثير من اشارات الاستفهام. لاشك أنه خطوة إيجابية إذ تتحول تركيا شيئا فشيئا لنكون مركزا للطاقة في المنطقة والعالم.

- كلما زادت خطوط الطاقة في تركيا كلما تضاعفت أهمية تركيا.

على أوربا أن تعلم أنها لا يمكن أن تفكر بالاستفادة من النفط و الغاز الموجود في روسيا وإيران والعراق وشرق البحر الأبيض المتوسط بمعزل عن تركيا. وهذا إيجابي وهام جدا بالنسبة لتركيا.

عن الكاتب

مراد تشيليك

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس