ترك برس

يشير المحلل الأمني التركي متين غورجان، إلى أن أنقرة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق استراتيجيتها بالبدء في إنتاج صواريخ باليستية بعيدة المدى في عام 2018، وأن هناك ثلاثة أسباب وراء إسراع تركيا في برنامجها الصاروخي.

ويوضح غورجان أن الحرب السورية كشفت الأهمية الكبرى للقذائف الانسيابية مثل صواريخ توماهوك الأمريكية وكالبير الروسية الأكثر دقة في إصابة الأهداف من مسافات بعيدة من الضربات الجوية الأكثر خطورة وتكلفة.

ولهذا السبب، قررت أنقرة أنها بحاجة ماسة إلى الحصول على قدرات كبيرة لضرب أهداف مهمة على بعد مئات الأميال من حدودها، حيث يدرك المسؤولون الأتراك أن الجماعات المسلحة التابعة لحزب العمال الكردستاني ستكون موجودة خلال السنوات القادمة في العراق وسوريا. ومن ثم فإن الحصول على صواريخ بعيدة المدى يعد عنصرا حيويا في استراتيجية تركيا لمواجهة التهديدات خارج حدودها.

وتفسر هذه الاستراتيجية، كما يقول غورجان، لماذا يحاول المهندسون الأتراك في معهد بحوث وتطوير الصناعات الدفاعية التركية تصنيع محرك نفاث محلية الصنع ليزود بها صاروخ سوم. وهذا المحرك شبيه بالمحركات التي تزود بها صاروخ ATMACA المضاد للسفن.

ويعد صاروخ سوم الموجه صاروخا محليا مئة في المئة، وهو من أقوى الأسلحة الاستراتيجية التي تطورها تركيا، ويبلغ مداه 500 كيلومترا، وهو قادر على إصابة الأهداف البرية والبحرية ذات الحماية الفائقة بأقل قدر من الأخطاء، ومقاوم للظروف الجوية الصعبة، وله قدرة تفجيرية عالية.

أما السبب الثاني الذي يدفع تركيا إلى الإنتاج الكامل لصواريخ بعيدة المدى، وفقا لغورجان، فهو إلغاء اعتمادها على السلاح الأجنبي، وتحرير نفسها من القيود المفروضة عليها عند شراء أسلحة أجنبية عن طريق تصنيع أسلحتها الخاصة، وقد نجحت في تطوير صواريخ باليستية تتراوح بين 500 و800 كيلومتر.وتهدف الآن لإنتاج صواريخ يصل مداها إلى ما بين 1500 و2500 كيلومتر.

وفي هذا الصدد ينقل غورجان عن خبير الصواريخ الباليستية، هاكان كيليتش، إن تركيا تشعر بعدم ارتياح متزايد للقيود التي تواجهها على الصواريخ البالستية. وفي حادثة معروفة استاءت تركيا عندما رفضت الولايات المتحدة  السماح باختبار صاروخ SLAM-ER الأمريكي الصنع في تركيا، وكان على أنقرة أن ترسل طائرة من طراز F-16 إلى فورت وورث بولاية تكساس، وأن تجري الاختبار تحت أعين المسؤولين الأمريكيين.

وأخيرا فإن رغبة أنقرة في إنتاج محرك نفاث محلي الصنع تعني رفع القيود المفروضة على بيع الصواريخ باستخدام هذا المحرك، وفتح الباب أمام أسواق التصدير. وقد أبدت أذربيجان اهتماما كبيرا للحصول على صواريخ سوم، وتنتظر الانتهاء من صنع المحرك التركي النفاث لتشتريها. وقيل أيضا إن أستراليا أبدت رغبتها في شراء صاروخ سوم جي .

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!